حساسية الماء مرض نادر وغريب

كتابة:
حساسية الماء مرض نادر وغريب

ما هي حساسية الماء؟ ما هي أسبابها ومحفزاتها؟ وما الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بها؟ أهم المعلومات في المقال الآتي.

حساسية الماء (Aquagenic urticaria) هي نوع نادر وغريب من أنواع الحساسية، فلنتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بها فيما يأتي:

ما هي حساسية الماء؟

حساسية الماء هي حالة مرضية نادرة الحدوث، تتسبب بظهور سريع للشرى الجلدي على الشخص المصاب بها بمجرد ملامسة جلده للماء، وذلك عن طريق حدوث رد فعل تحسسي لا يزال العلماء غير قادرين على إيجاد تفسير واضح لأسباب حدوثه حتى يومنا هذا.

والشرى هو مشكلة جلدية قد تنشأ كرد فعل تجاه محفزات معينة، ويظهر الشرى على هيئة بقعة جلدية حمراء لها سطح يرتفع قليلًا عن مستوى سطح الجلد الطبيعي المحيط بها، وغالبًا ما تكون مثيرة للحكة.

وتشبه أعراض حساسية الماء إلى حد كبير أعراض حالات الشرى العادية، وتعد النساء عمومًا أكثر عرضة للإصابة بحساسية الماء، كما غالبًا ما تبدأ أعراض هذا النوع من الحساسية بالظهور مع بداية مرحلة المراهقة.

وبسبب ندرة حالات حساسية الماء المسجلة طبيًا حول العالم فإن المعلومات الطبية المتوفرة حول هذه الحالة المرضية تعد شحيحة.

أعراض حساسية الماء

غالبًا ما تبدأ أعراض حساسية الماء بالظهور بعد ملامسة جلد الشخص المصاب للماء بمدة تتراوح بين 20 - 30 دقيقة، وهذه أهم الأعراض المتوقعة:

  • طفح جلدي تنطبق عليه المواصفات الآتية:
    • طفح يظهر على هيئة انتفاخات في جريبات الشعر الموجودة في الجلد، ويحيط بهذه الانتفاخات احمرار يمتد لمسافة 1 - 3 سنتيمترات في محيط الانتفاخ.
    • طفح جلدي غالبًا ما يظهر على الجلد في منطقة الجذع أي النصف العلوي من الجسم، أو في منطقة أعلى الذراعين، ونادرًا ما يظهر على باطن الكفين أو القدمين.
    • طفح جلدي غالبًا ما ينتشر إلى مناطق جلدية أخرى مجاورة في الجسم لم يلامسها الماء.
  • حكة جلدية.
  • نوع من الحرقة في الجلد.
  • وخز في المنطقة المصابة.

وغالبًا ما تختفي الأعراض بعد إبعاد الجلد عن مصدر الماء الذي تسبب بالحساسية بفترة تقارب 30 - 60 دقيقة.

كما لوحظ أن أعراض حساسية الماء هي أعراض موضعية في الغالب تظهر فقط في المنطقة الجلدية المصابة، ومن النادر أن تتسبب هذه الحساسية بظهور أعراض جهازية، مثل: ضيق التنفس.

وهي أعراض قد تختلف حدتها من شخص لآخر، بالاعتماد على الآتي:

  • درجة ملوحة الماء: فهناك حالات لوحظ فيها أن مياه الصنبور تسببت بظهور أعراض حساسية الماء، بينما مياه المحيط لم تتسبب بظهور أية أعراض.
  • صحة الجلد: إذ وجد أن رد الفعل التحسسي قد يكون أكثر حدة إذا كان جلد الشخص المصاب بالأصل قد تعرض لعامل ما تسبب بذوبان جزء من الطبقة الخارجية للجلد.

أسباب حساسية الماء

رغم أن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب الدقيق لحساسية الماء، إلا أن هناك بضعة فرضيات مقترحة لا زالت قيد البحث والدراسة، فعلى سبيل المثال:

  • يعتقد بعض العلماء أن سبب حساسية الماء ليس هو الماء فعليًا، بل مواد معينة قد تتواجد في الماء وعند دخولها إلى الجلد مع الماء فإنها قد تؤدي لحدوث رد فعل من جهاز المناعة تجاهها، مما يسبب ظهور أعراض حساسية الماء.
  • يعتقد علماء آخرون أن سبب حساسية الماء قد يكون تفاعل الماء مع مادة معينة موجودة في الجلد، وهذا التفاعل ينتج مادة سامة تثير رد فعل تحسسي تجاهها.

تشخيص حساسية الماء

عادة ما يتم تشخيص حساسية الماء عبر اتباع الخطوات الآتية:

  • معرفة التاريخ الطبي للشخص المصاب وما إذا كان المريض قد سبق وأصيب بالشرى من قبل عند ملامسته للماء.
  • إخضاع المريض لاختبار الماء الاستثاري (Water provocation test).
  • إخضاع المريض للتشخيص التفريقي، حيث يتم فحص المريض لتأكيد أو نفي إصابته بمجموعة من الأنواع المختلفة للشرى التحسسية المُحرَّضة (Inducible urticaria)، والتي قد تشبه حساسية الماء، مثل: 
    • الشرى التي يحفزها الملح الموجود في الماء.
    • كتوبية الجلد (Dermographism).
    • الشرى الشمسي (Solar urticaria).
    • الشرى الحرارية الموضعية.

علاج حساسية الماء

بعد تشخيص الإصابة بحساسية الماء هناك علاجات ظهر أن بعضها قد يساعد على تخفيف أعراض حساسية الماء، فبالإضافة لتجنب الماء قدر الإمكان، هذه بعض الأدوية والعلاجات التي قد تساعد على محاربة حساسية الماء:

  • مضادات الهيستامين، وهي من الأدوية التقليدية المستخدمة في محاربة الحساسية.
  • بعض المراهم التي قد تساعد على خلق طبقة عازلة تحمي الجلد من الماء، مثل: الفازلين.
  • العلاج بالضوء.

ولكن يجب التنويه إلى أن قلة الحالات المسجلة لحساسية الماء جعلت من الصعب تقييم مدى فعالية الأدوية والعلاجات المذكورة في محاربة حساسية الماء، ولكن تبقى هذه الأدوية خيارات مطروحة وجد أنها كانت ناجحة في بعض الحالات لا أكثر.

5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×