حقائق عن الفصام

كتابة:
حقائق عن الفصام

الفصام

يُعدّ الفُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) أحد الاضطرابات النفسيّة المُتمثّلة بوجود هوس وأوهام وغيرها من المشاكل العقليّة والإدراكية، والتي تُصيب الأفراد غالباً في سنّ البلوغ، وخاصّةً في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 16-30 عاماً، ويجدر التنبيه إلى أنّ الذكور يُعانون من هذا الاضطراب في عُمُرٍ أبكر مقارنة بالإناث، وفي مُعظم الحالات يُلازم هذا الاضطراب المُصاب طوال حياته، ومن الجدير بالذّكر أنّ مرض الفُصام يتطوّر ببطء عند المُصاب، فلا يتمّ تشخيصه إلا بعد مرور سنوات على الإصابة به أحياناً، بينما في حالات أخرى من المرض، قد يُصاب الشخص به فجأة وتتطوّر أعراضه بسرعة كبيرة، وفي الحقيقة يُعتبر الفُصام مرضاً غير شائع الانتشار، فهو يُصيب ما نسبته 1% تقريباً من البالغين في العالم.[١]


علامات الإصابة بالفُصام

هُناك مجموعة من التغيرات التي تحدث في سلوك الأفراد قد تُنبئ بالإصابة باضطراب الفُصام، ومن هذه السلوكات نذكر:[٢]

  • سماع أو رؤية أشياء غير موجودة في الواقع.
  • شعور مُستمرّ بالمُراقبة طوال الوقت.
  • التحدث أو الكتابة بطريقة غريبة.
  • الجلوس أو البقاء لفترات طويلة في وضعيّات غريبة.
  • الشعور بعدم المُبالاة تجاه الأمور المهمّة والتي تتطلّب التفاعل.
  • تراجع في الأداء الوظيفي أو التحصيل الدراسي.
  • تغيّر مستوى النّظافة الشخصيّة أو المظهر.
  • حدوث تغيّرات في الشّخصيّة.
  • الابتعاد عن الناس والعُزلة الاجتماعيّة.
  • الاستجابة بطريقة غريبة للأشخاص من حولهم وخاصة المقربين منهم، كالخوف أو الغضب.
  • عدم القدرة على النّوم أو التركيز.
  • اتباع سلوكيّات غريبة وشاذّة.
  • الاهتمام الشديد وغير المُبرَّر بأمور دينيّة، أو بأمور تختص بالتنجيم.


أعراض الإصابة بالفصام

تُصنّف أعراض الإصابة بالفُصام إلى ثلاث فئات اعتماداً على نوع العَرَض وماهيّتُه، ويُمكن تصنيفها على النحو التالي:[٣]

  • الأعراض الموجبة: وهي سلوكيات ذهانية لا تصدر عن الأشخاص الطبيعيّين، حيث يفقد المُصاب بهذه الأعراض ارتباطه بالواقع، ومنها:
    • المعاناة من الهلوسة والوهام.
    • المعاناة من اضطرابات التفكير.
    • اضطرابات في حركة الجسم وتهيّجه.
  • الأعراض السالبة: وهي الأعراض التي تُظهر خللاً في العواطف والسّلوكيات الطبيعيّة للأفراد، مثل:
    • عدم التعبير عن الشعور وردّات الفعل، سواء كان ذلك في استخدام تعابير الوجه، أم في نبرة الصّوت.
    • انعدام الشّعور بالسّرور، ويحدث ذلك في الأيام كلّها وباختلاف المُناسبات.
    • صعوبة بدء القيام بأي نشاط والاستمرار فيه.
    • قِلّة الكلام.
  • الأعراض الإدراكيّة: فمن المُمكن أن يُعاني بعض الأفراد من حدوث مشاكل في إدراك الأمور وكذلك من مشاكل على مستوى الذاكرة والتفكير، ومن هذه الأعراض:
    • سوء قيام المُصاب بالوظائف التنفيذية (بالإنجليزية: Executive functioning)؛ حيث يُعاني المُصاب بالفُصام من وجود مشاكل في فهم المعلومات اللّازمة واستخدامها لصُنع قرار مُناسب.
    • التشتّت وصعوبة التركيز في أمر ما.
    • مشاكل في الذاكرة العاملة (بالإنجليزية: Working memory)؛ والتي تتمثل بعدم القُدرة على تطبيق المعلومات فور الحصول عليها.


أسباب الإصابة بالفصام

بالرّغم من عدم وجود سبب مُحدّد يُؤدّي إلى الإصابة بالفُصام، إلاّ أنّ هُناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتماليّة الإصابة به، ومن هذه العوامل:[٤]

  • وجود تاريخ عائلي مرضي للإصابة بالفُصام.
  • زيادة نشاط جهاز المناعة في الجسم، سواء كان ذلك بسبب وجود التهاب، أم بسبب الإصابة بمرض مناعيّ ذاتيّ (بالإنجليزية: Autoimmune diseases).
  • المعاناة من بعض المشاكل خلال الحمل والولاده، مثل سوء التغذية، أو التّعرض للسُّموم أو الفيروسات التي قد تؤثر في تطوّر دماغ الجنين.
  • تعاطي الأدوية التي تؤثر في المزاج في فترة المُراهقة أو العشرينيات من العمر،[٤] كتعاطي الماريجوانا أو LSD، كما أنّ بعض الدّراسات تُفيد أنّ استخدام الستيرويدات والمُنشّطات قد يُساهم في الإصابة بالفُصام.[١]


علاج الفصام

من المُمكن السيطرة على أعراض الفُصام عن طريق اللّجوء إلى العلاج الدوائي والعلاج النفسي السّلوكي، وفي بعض الحالات قد يتطلّب الأمر إدخال المصاب إلى المُستشفى، ويتطلب العلاج تعاون الفريق الطبيّ، إذ يقوم الأخصائي النّفسي والمُمرضون برعاية المريض ورسم خُطّة علاجيّة تُسهِم في تحسين حياته، ومساعدته على التأقلم مع مرضه، ومن هذه الطُّرق العلاجيّة المُتّبعة:[٥]

  • الأدوية: تُستخدم مجموعة من الأدوية في حالات الفُصام، وتعمل من خلال التأثير على الناقل العصبيّ المعروف بالدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) الموجود في الدّماغ، وذلك بهدف السيطرة على الأعراض المُصاحبة للمرض، والتّقليل من حدوثها قدر الإمكان، ولأنّ الأعراض الجانبيّة التي تُسبّبها هذه الأدوية كثيرة قد يحدّ ذلك من تناولها وتأقلم المُصاب معها، وبالتّالي فإنّ اختيار الدواء المُناسب وصرفه بالجرعة والطريقة المُناسبة التي تُقلّل الأعراض الجانبيّة لها يُعدّ من أهم أولويّات العلاج، ومن هذه الأدوية التي لا يُمكن صرفها إلاّ بوصفة طبيّة:
    • مُضادّات الذّهان من الجيل الثاني (بالإنجليزية: Second-generation antipsychotics)؛ وإنّ تناول أحد أدوية هذه المجموعة يتسبب بظهور أعراض جانبيّة بشكلٍ أقل مُقارنة مع الجيل الأول، ومن الأمثلة عليها؛ أريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole)، وأسينابين (بالإنجليزية: Asenapine)، وكاريبرازين (بالإنجليزية: Cariprazine)، وكلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine)، وإيلوبيريدون (بالإنجليزية: Iloperidone)، ولوراسيدون (بالإنجليزية: Lurasidone)، وأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine)، وباليبيريدون (بالإنجليزية: Paliperidone)، وكويتيابين (بالإنجليزية: Quetiapine)، وريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone)، وزيبراسيدون (بالإنجليزية: Ziprasidone).
    • مُضادات الذّهان من الجيل الأول (بالإنجليزية: First-generation antipsychotics)؛ وهذه الأدوية تتوفّر بأسعار مُنخفضة مقارنة بأدوية الجيل الثاني إلا أنّها تتسبب بظهور العديد من الأعراض الجانبيّة العصبيّة، والتي تحدّ من اعتمادها كعلاج للفُصام، كالإصابة بخلل الحركة المتأخر (بالإنجليزية: Tardive dyskinesia)، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة كلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine)، وفلوفينازين (بالإنجليزية: Fluphenazine)، وهالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol)، وبيرفينازين (بالإنجليزية: Perphenazine).
  • العلاج النفسي والاجتماعي: إلى جانب العلاج الدوائيّ يجدر بالمصاب الخضوع للعلاج النفسي، ويتم ذلك عن طريق:
    • العلاج الفردي؛ وذلك بهدف تنمية قُدرة المريض على التعامل مع المرض، والتأقلم معه ومع أعراضه.
    • التدريب على المهارات الاجتماعيّة؛ عن طريق تطوير التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتحسين قُدرة المريض على المُشاركة في النشاطات اليوميّة.
    • العلاج العائلي؛ ويتمّ بتقديم الدّعم وتعليم عائلات المُصابين كيفيّة التّعامل مع مريض الفصام.
    • إعادة التأهيل المهني والدعم الوظيفي؛ حيث يُركّز هذا الجانب على تقديم المُساعدة لمرضى الفُصام للتحضير والحصول على وظائف وأعمال مُناسبة.
  • المعالجة بالتخليج الكهربائي: (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy)، يُمكن استخدام هذه الطريقة العلاجيّة في حالات عدم الاستجابة للعلاج الدوائي، وخاصة في الحالات التي يُعاني فيها المصاب من الاكتئاب إلى جانب الفصام.


المراجع

  1. ^ أ ب Christian Nordqvist (7-12-2017), "Understanding the symptoms of schizophrenia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-4-2018. Edited.
  2. "Schizophrenia", www.mentalhealthamerica.net, Retrieved 13-4-2018. Edited.
  3. "Schizophrenia", www.nimh.nih.gov, Retrieved 13-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Schizophrenia", www.mayoclinic.org,10-4-2018، Retrieved 13-4-2018. Edited.
  5. "Schizophrenia", www.mayoclinic.org,10-4-2018، Retrieved 13-4-2018. Edited.
5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×