حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

كتابة:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

بينت الشريعة الإسلامية عدداً من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، نصت عليها الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١]

دمجهم في المجتمع

وجهت الشريعة الإسلامية إلى مخالطة ومجالسة ذوي الاحتياجات، وعدم النفور منهم وتركهم يعيشون الوحدة والنبذ؛ ومن ذلك ما جاء في نص القرآن الكريم، حيث قال -تعالى-:

(لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا).[٢]

احترامهم وتقديرهم

يوصي القرآن الكريم إلى عدم السخرية، أو الانتقاص من أحد، أو التنابز بالألقاب، أو الاستغابة بين أفراد المجتمع الإسلامي، وأولى الناس بذلك ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنهم الأكثر عرضة لهذا الأمر.

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).[٣]

حسن المعاملة وتلبية مطالبهم

حث الإسلام على حسن التعامل مع جميع الأفراد، وركز على حسن التعامل مع أهل الابتلاءات كذوي الاحتياجات الخاصة؛ لئلا يستضعفوا بإعاقاتهم، ولعظمة هذا الأمر فقد عاتب الله -تبارك وتعالى- نبيه الكريم عندما عبس بوجه ابن أم مكتوم الضرير! بل ونزلت سورة كاملة تخلد ذلك سماها المولى بسورة "عبس"، قال -تعالى-: (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى).[٤]

وبذلك يتبين لنا أن قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة مقدم على قضاء حوائج الآخرين.

استثناءهم من بعض التكاليف

إن من رحمة الله -عز وجل- بذوي الاحتياجات الخاصة، أن استثناهم من بعض التكاليف؛ تخفيفاً عليهم ورحمة بهم؛ نظراً لحالهم، أو عدم قدرتهم، أو صعوبة قيامهم بهذه التكاليف، ومع ذلك لا ينقص من أجرهم شيء، قال -تعالى-: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا).[٥]

حقوق أخرى

حفظ الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة حقوقاً أخرى -فضلاً عما ذكرناه سابقاً-؛ كحقهم في الحياة ابتداءً، والحرية، والتعليم، والكسب والتصرف والتملك، وحقهم في حفظ الكرامة، والزواج والإنجاب، وحقهم في العمل، وتوفي البيئة المناسبة والمراعية لأحوالهم في أماكن الدراسة، وأماكن العمل والسفر والتنقل.[٦]

ذوي الاحتياجات الخاصّة

ذوي الاحتياجات الخاصة: هم فئة من فئات المجتمع؛ التي تعاني من الإعاقة الجسدية أو النفسية، ويحتاجون إلى تأمين رعاية خاصّة في النواحي التربوية والتعليمية، تناسب درجة إعاقتهم؛ من أجل تلبية حاجاتهم، والتعايش مع المجتمع المحيط، والإعاقة هي العجز الذي يحد من المشاركة الاجتماعية، وتنفيذ مهمّة أو عمل خاص.[٧]

مواقف لذوي الاحتياجات الخاصة

ورد في القرآن الكريم عدداً من القصص التي تحدثت عن أصحاب الابتلاءات، وما كان منهم من صبر واحتساب، وما كان نتيجة ذلك عند المولى -عز وجل-؛ نذكر منها:

  • موقف عمرو بن الجموح وصبره على الابتلاء بالعرج

كان عمرو بن الجموح شديد العرج، وكان له أولاد يخرجون للغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما جاءت غزو أحد أراد الاستعداد للخروج مع المسلمين لكن أولاده منعوه من ذلك لإصابته، وأن الله قد عفا عن أصحاب الأعذار؛ فذهب إلى النبي واشتكى ذلك، فسمح له بالخروج واستشهد يوم أحد.[٨]

  • موقف ثابت بن قيس وصبره على الابتلاء بالصمم

كان ثابت بن قيس مصاباً بصمم في أذنيه؛ ولما نزلت الآية الكريمة من سورة الحجرات: (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)،[٩] تغير حاله وجلس يبكي حزيناً؛ فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله عن حاله؛ فقال: "أنا صيت، وأتخوّف أن تكون هذه الآية نزلت فيّ"، فبشره النبي بأنه سيعيش حميداً ويموت شهيداً؛ ثم يدخل الجنة بعدها، ففرح واستبشر.[١٠]

المراجع

  1. [صهيب فايز عزام]، ذوو الاحتياجات الخاصة في ضوء القرآن والسنة، صفحة 63-68. بتصرّف.
  2. سورة النور، آية:61
  3. سورة الحجرات، آية:11
  4. سورة عبس، آية:1-2
  5. سورة الفتح، آية:17
  6. [صهيب فايز عزام]، ذوو الاحتياجات الخاصة في ضوء القرآن والسنة، صفحة 77-88. بتصرّف.
  7. [مجموعة من المؤلفين]، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 316. بتصرّف.
  8. [أبو بكر البيهقي]، السنن الكبرى، صفحة 42. بتصرّف.
  9. سورة الحجرات، آية:2
  10. [الطبري، أبو جعفر]، تفسير الطبري، صفحة 279. بتصرّف.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×