حكمة عن الامانة

كتابة:
حكمة عن الامانة

حكمة عن الأمانة

فيما يأتي قصة فيها حكمة عن الأمانة:

في زمان قديم غابر، ظهر في الأمصار تاجر، عرفه الناس بالأمانة والصدق، ومن شدة خوفه من الله وتقواه جعلت من حوله ومن يعرفه يسمونه "التاجر الصادق"، وفي واحدة من رحلاته التجارية التي كان يقوم بها هذا التاجر، فكر طويلًا في الاستقرار والعيش في بلده، حتّى يزيح عن نفسه عناء التجوال في البلاد وتعبها وشقاءها.

رغب التاجر في العيش بحياة كريمة؛ بيت وعائلة يليقان بمكانته وثروته التي حصدها طوال تلك السنين، فذهب إلى أحد الرجال الأغنياء ليشتري قصره، فاشترى التاجر البيت، وأمضى الأيام الجميلة في البيت الجديد فرحًا به مسرورًا.

ظهور الصندوق

إلّا أنّه وفي يوم من الأيام بينما كان التاجر يطالع بهاء قصره وسعة فناءه، فإذا بعينيه تستقران على واحد من جدران البيت الذي رأى أنّه لا يتناسق مع كل هذا البهاء والجمال، وأخذ يفكر في هدمه ليحصل على مكان أوسع ومنظر أجمل.

طلب التاجر من العمال أن يهدموا الجدار، وما إن بدأوا فعل وذلك وهو يتابعهم بعينيه، حتّى أمرهم بالتوقف فجأة، فقد لفته ذلك الصندوق الذي أخذ يظهر شيئًا فشيئًا، فتح الصندوق فإذا هو يغصّ بالقلائد المذهبة الثمينة والأموال، قال في نفسه: لا بدّ لي أن أعيد الصندوق إلى صاحب المنزل فهو ملكه وليس لي وهو أولى بها مني، وتساءل: إن أخذته فهو مال حرام، فهل سأقضي على كل عملي في الخير جراء صندوق مليء بالذهب.

حمل الصندوق وتوجه من فوره إلى الرجل الذي ابتاع منه البيت، ووضعه بين يديه وشرع بسرد قصته، والرجل يستمع باهتمام واستغراب، حتّى قال: إنّ الصندوق ليس ملكي، بل هو لك وملكك الآن، فأنت الذي اشتريت البيت يا عزيزي، بما فيه من مقتنياتٍ رضيتها لك، والصندوق من ضمنها.

الاحتكام إلى القاضي

إلّا أنّ التاجر امتنع عن أخذها، وأصرّ الاثنان على موقفيهما، وحتّى لا يتطور الخلاف إلى شقاق، اقترحا أن يذهبا إلى قاضٍ يحكم في أمرهما، واستمع القاضي للقصة وعلامات الدهشة تظهر على جبينه شيئًا فشيئًا، ثمّ قال: لم أرَ من قبل من بهذه الأمانة والحرص، سبحان الله تتنازعان في رفض صندوق من القلائد الثمينة، إنّه كنز بحق.

سأل القاضي الرجلين إن كان لديهما أبناء فقال التاجر إنّ له بنتًا وقال الرجل إنّ له فتًى، فوضع القاضي حلًا يقضي بتزويج فتاة التاجر لابن الرجل، لتصبح القلائد والأموال ملكًا لكليهما معًا، فتزوج الشابان، وأنجبا أولادًا صالحين، وعمل الشاب بالتجارة، وغدا صاحب قصرٍ يفوق جمال قصر والده ووالد زوجته، حتّى أصبح الناس يقولون: ماذا يمكن أن يخرج من بيتين أمينين سوى كنوز من الخير والبركة والصلاح.

الحكمة المستفادة

الأمانة غرسٌ صالح يحصدها الأمين حسناتٍ وبركاتٍ في الدنيا والآخرة، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرًا منه.

حكم عن الأمانة

فيما يأتي ذكر لحكم عن الأمانة:

  • ثلاثة يؤدين إلى البر: الأمانة، والعهد، وصلة الرحم.
  • ما حمل الإنسان مثل الأمانة.
  • من لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمانة رأس ماله.
  • كن إنساناً راقياً محباً للخير محافظاً على الأمانة.
  • إذا عرضت عليك أمانة المنصب وحملتها، فتذكر أنها تكليف ستسأل عنه يوم الدين، أما إذا اعتقدت ولو لوهلة أنها تشريف يهابك ويحترمك بسببها الخلق، فتذكر هيبة المحشر لتنسى ما اعتقدته.
  • إذا كنت قائماً بحمل أمانة فأنت مؤتمن على أمانتك، وتذكر أن من ترعاهم أحراراً، ولا تستعبدهم لنفوذك وسلطتك فتذل في الدنيا قبل الآخرة.
  • يجب علينا أن نؤدي لأمتنا الأمانة، وما حمل الإنسان مثل أمانةٍ أشق عليه حين يحملها حملاً ، فإن أنت حملت الأمانة فاصطبر عليها فقد حملت من أمرها ثقلاً.
  • إن لم تكن أميناً لن تكن صادقاً.
5224 مشاهدة
للأعلى للسفل
×