حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ

كتابة:
حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ

الزواج في الإسلام

لقد خلقَ ربُّ العزَّة -سبحانه وتعالى- من نفس كلِّ إنسان زوجًا له، فكان الزَّواج آية من آيات الله -جلَّ وعلا-، قال تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[١]، وبالزواج يحصل الإنسان على الأبناء والأحفاد، وبه يتناسل الناس جيلًا وراء جيل، وهو سكن للروح وراحة للنفس وإشباع للشهوة، وسنَّة من سنن الحياة، ولأهميته وضرورة ضبطه خصّص الله تعالى أحكامًا كثيرة وضَّح فيها كيفية الزواج السليم الذي من خلاله يتحقَّق رضا الله تعالى ويصل الإنسان به إلى طاعة الله تعالى، وفيما يأتي من هذا المقال سيتم الحديث عن حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ في الإسلام.[٢]

حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ

في الحديث عن حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ، جدير بالقول إنَّ إتيان الزوجة من الدبر عمدًا يُعتبر من الكبائر، فلا يجوز للإنسان فعل هذا العمل الشنيع لأنَّه محرَّم بالسُّنَّة الصحيحة وهذا ما أجمع عليه أهل العلم، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- حديثًا حسَّنه الألباني، وهو أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ملعونٌ من أتى امرأتَهُ في دبرِها"[٣]، ولهذا ينبغي على الإنسان أن يجامع زوجته وفق ما يُرضي الله تعالى، وطبقًا لأوامره -جلَّ وعلا-، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ..}[٤]، وقا القرطبي في تفسير هذه الآية: {وقد حرَّم الله تعالى الفرجَ حالَ الحيضِ لأجلِ النَّجاسة العارضة، فأولى أن يحرِّم الدبر لأجل النَّجاسة اللازمة".[٥]

وجاء في شرح الإمام النووي لصحيح الإمام مسلم قولُهُ: "واتَّفقَ العُلماء الذين يُعتدُّ بهم على تحريم وطءِ المرأة في دبرها حائضًا كانت أو طاهرًا لأحاديثَ كثيرةٍ مشهورة..."، أمَّا حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ، فقد قال أهل العلم إنَّ حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ، يسري تحت حكم ما ورى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- من حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه"[٦]، فلا حرج على الإنسان ما وقع منه خطأ لا عمدًا، وعلى المرء أن يحرص على عدم الوقوع في الخطأ، فكلُّ ابن آدم خطَّاء وخيرهم التوابون النادمون الذين لا يعصمون أنفسهم -قدر الإمكان- عن الخطأ.[٥]

كفارة إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ

أجمع أهل العلم على تحريم إتيان الزوجة من الدبر في الإسلام، وإتيانها بالخطأ مُتجاوَزٌ عنه كما جاء في حديث رسول الله، أمَّا من أتى زوجته من دبرها فعليه التوبة النصوح من فعلته، وليس في الإسلام من كفارة لهذا العمل إلَّا التوبة، قال تعالى في سورة النور: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[٧]، وقال تعالى في سورة البقرة: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[٨]، وفي حديث ضعيف رواه الإمام الألباني، روى ترجمان القرآن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "التائبُ من الذنبِ كَمَن لا ذنبَ له، والمستغفِرُ من الذنبِ وهو مقيمٌ عليه كالمستهزئِ بربه، ومن آذَى مسلمًا كان عليه من الإثمِ مثلُ مَنَابِتِ النخلِ"[٩]، والله تعالى أعلى وأعلم.[١٠]

المراجع

  1. سورة الروم، آية: 21.
  2. "الزواج .. نعمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، حسن.
  4. سورة البقرة، آية: 222.
  5. ^ أ ب "حكم إتيان الزوجة في دبرها بالخطأ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019. بتصرّف.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7219، أخرجه في صحيحه.
  7. سورة النور، آية: 31.
  8. سورة البقرة، آية: 160.
  9. رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 616، ضعيف.
  10. "إتيان المرأة في دبرها من الكبائر"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-07-2019.
4985 مشاهدة
للأعلى للسفل
×