حكم إرضاع الكبير
- أشار أهل العلم أن الرضاع المحرّم لا يقتصر على مصّ الطفل لثدي المرأة فقط وإنّما يكون بغيره كأن تضع المرأة بعض حليبها في إناء ثم تشربه للطفل.[١]
- وقد دلّت أحاديث عدّة على أنّ الرضاع المحرّم خمس رضعات مشبعات، وأن الرضاع المحرّم يكون للطفل دون العامين قبل الفطام لقول الله تعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)،[٢] ولما رُوي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا رَضاعَ إلَّا ما كان في الحَولَيْنِ".[٣][٤]
- واتفق فقهاء المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أنّ رضاع الكبير لا يحرّم، واستدلوا بما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي رَجُلٌ، قالَ: يا عَائِشَةُ، مَن هذا؟ قُلتُ: أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، قالَ: يا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَن إخْوَانُكُنَّ؛ فإنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ"،[٥] ووجه الدلالة من الحديث قول النّبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الرضاعة من المجاعة أي أنّ المعتبر في الرضاع المحرّم ما كان في الصغر مما يسدّ الجوع وهذا لا يتحقق في الكبير.[٦]
- عنِ ابنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: "لا رضاعَ إلَّا ما شدَّ العَظمَ وأنبتَ اللَّحمَ، فقالَ أبو موسى: لا تَسألونا وَهَذا الحَبرُ فيكُم"،[٧] ووجه الدلالة من الحديث قول النّبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ الرضاع المحرّم ما شدّ العظم وأنبت اللحم وهذا يكون في الصغير لا في الكبير.[٦]
كيف يُجاب على حديث رضاع الكبير
- رُوي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: "أنَّ سَهْلَةَ بنْتَ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ سَالِمًا، لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، معنَا في بَيْتِنَا. وَقَدْ بَلَغَ ما يَبْلُغُ الرِّجَالُ، وَعَلِمَ ما يَعْلَمُ الرِّجَالُ. قالَ: أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عليه. قالَ: فَمَكَثْتُ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا منها لا أُحَدِّثُ به وَهِبْتُهُ ثُمَّ لَقِيتُ القَاسِمَ فَقُلتُ له: لقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا ما حَدَّثْتُهُ بَعْدُ. قالَ: فَما هُوَ؟ فأخْبَرْتُهُ قالَ فَحَدِّثْهُ عَنِّي، أنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ".[٨]
- اختلف أهل العلم في الحكم على ما يقتضيه معنى الحديث الشريف، فإنّ عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- كانت ترى أنّ رضاع الكبير يُحرم بناءً على هذا الحديث، بينما نُقل عن بقية أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- وعن الصّحابة -رضوان الله عليهم- بالقول أنّ هذا الحديث فيه خصوصية لسالم وسهلة بنت سهيل.[٩]
- وقد وردت أحاديث أخرى دلّ فيها كلام النّبي -عليه الصلاة والسلام- على أنّ التحريم لا يكون للكبير، منها ما رُوي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي رَجُلٌ، قالَ: يا عَائِشَةُ مَن هذا؟، قُلتُ: أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، قالَ: يا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَن إخْوَانُكُنَّ، فإنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعَةِ".[١٠]
المراجع
- ↑ "الخلاف في رضاع الكبير هل يحرِّم أو لا؟"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية:14
- ↑ رواه ابن القيم، في زاد المعاد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:493، الحديث إسناده صحيح.
- ↑ "حكم إرضاع الكبير"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2647، حديث صحيح.
- ^ أ ب "المَطلَبُ الثَّاني: من الرَّضاع المُحَرِّمِ: رَضاعُ الكَبيرِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2059، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1453، حديث صحيح.
- ↑ "ما صحة حديث رضاع الكبير؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2647، حديث صجيح.