حكم إزالة شعر الدبر

كتابة:
حكم إزالة شعر الدبر

حكم إزالة شعر الدبر

يُستحبُّ للإنسان إزالة شعر الدّبُر، وقال بعضُ الفُقهاء إلى أنّه أولى من إزالة شعر الفرج، وذلك لِما قد يَعْلق به من النجاسة،[١][٢] وقال المالكيّة إنّ حلق الدّبر سنّة للرجال والنساء،[٣][٤] فالمُسلم الذي يقصد بحلقها النظافة وسهولة الاستنجاء فهو أمرٌ محبوبٌ حسنٌ، وبعض الفُقهاء جعل حلقة الدُّبر من العانة؛ فيكون من السُّنة والفِطرة حلقها،[٥] وذكر النوويّ "استحباب حلق جميع ما على القبل والدبر وحولهما"،[٦] أمّا إذا كان حلق الشعر حول الدّبر يُسبّب ضرراً فلا بأس من عدم حلقه؛ لأنّ حكم حلقه الاستحباب لا الوجوب، ويجب عندئذٍ على الشخص أن يتحرّى عدم تعلّق النجاسة على الشعر بعد الاستنجاء*.[٧]


كيفية إزالة شعر الدبر

ذكر بعضُ الفُقهاء أنّ شعر الدُّبر جُزءاً من العانة، فيكون من السُّنة إزالته بما يُسمّى بالاستحداد؛ أي باستعمال الموس في حلقه، كما يجوز إزالته بالنّتف وغير ذلك، وسُئل الإمام أحمد عن أخذ الشّعر بالمقراض -المقصّ- فأجاب: "أَرْجُو أَنْ يُجْزِئَ"،[٨] والأفضل في ذلك الحلق، كما يجوز قصُّه أو نتفه.[٩]


وأمّا أقوال الفُقهاء فيما يتحقّق به الأفضل في حلق شعر الدُّبر أو ما يُسمّى بالاستحداد؛ فذهب الحنفيّة إلى أفضليّة الحلق للرّجال، والنّتف للنّساء، وذهب المالكيّة وبعضُ الشافعيّة إلى أنّ الحلق يكون للرّجال والنِّساء، ويُكره نتفهُ للمرأة؛ لأنّه من النّمص المنهي عنه، وذهب جُمهور الشافعيّة إلى أنّ النّتف يكون للمرأة الشابّة، وأمّا بالنسبة للعجوز فالحلقُ أفضل، وأمّا الحنابلة فذهبوا إلى إزالته بأيّ شيءٍ، والحلقُ أفضل،[١٠] وأمّا وقت إزالة ذلك فبحسب الحاجة والطّول، فيُحلق إذا طال.[٦]


الحكمة من إزالة شعر الدبر

شرع الإسلام إزالة شعر الدُّبر؛ لِما في ذلك من تنظيفٍ للجسم، والاحتياط للطهارة، وإبعاد الرّوائح الكريهة الخارجة من الجسم بسبب الشّعر، كما أنّ في ذلك اتّباعاً لسُنن الفطرة، وهدي النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-،[١١] كما أنّ في ذلك بُعداً عن تعلّق النّجاسات بالبدن.[١٢]


______________________________________


الهامش 

*الاستنجاء: هو إزالة ما يخرج من السّبيلين، سواء بالغَسل أو المسح.[١٣]


المراجع

  1. ابن عابدين (1992)، رد المحتار على الدر المختار (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 481، جزء 2. بتصرّف.
  2. أحمد الطحطاوي (1997)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 527. بتصرّف.
  3. أحمد بن غانم النفراوي (1995)، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، بيروت: دار الفكر، صفحة 306، جزء 2. بتصرّف.
  4. علي العدوي (1994)، حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني، بيروت: دار الفكر، صفحة 444، جزء 2. بتصرّف.
  5. محيي الدين النووي، المجموع شرح المهذب، بيروت: دار الفكر، صفحة 289، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "حكم حلق الشعر المحيط بالدبر"، www.islamweb.net، 2-7-2001، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2021. بتصرّف.
  7. "حكم عدم حلق الشعر المحيط بالدبر"، www.islamweb.net، 3-9-2007، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2021. بتصرّف.
  8. أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (1379)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، صفحة 343، جزء 10. بتصرّف.
  9. محيي الدين النووي (1392)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 148-149، جزء 3. بتصرّف.
  10. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 217، جزء 3. بتصرّف.
  11. أحمد بن حجر العسقلاني (1379)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، صفحة 339، جزء 10. بتصرّف.
  12. عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني، الإستحداد (حلق العانة) وبعض ما يتعلق به من أحكام، صفحة 3. بتصرّف.
  13. "معنى الاستنجاء والاستبراء والاستجمار. وآداب قضاء الحاجة"، www.islamweb.net، 4-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 1-4-2021. بتصرّف.
4847 مشاهدة
للأعلى للسفل
×