حكم إفشاء أسرار البيوت

كتابة:
حكم إفشاء أسرار البيوت

الأمانة

إنًّ الأمانة خلقٌ قيّم فبالأمانة ترقى الأمم وتسمو النفوس، فهي من صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذا وجب على المسلم وغير المسلم أن يتحلى بها فلا يضع أحد يدّه على حق لغيره، وقد عًرَّف العلماء الأمانة بأنها ضد الخيانة، وبأنها إيثار الحق وردِّه إلى أهله، وهي خلقٌ ثابت في جانبها النفسي يعف بها الإنسان عما ليس له به حق، وحتى لو توافرت له الظروف التي ُتمكنّه من الإعتداء على هذه الأمانة دون أن يكون موضع إدانة عند الناّس، ولا يقتصر مفهوم الأمانة على الأموال بل يدخل في حدود الأمانة أن يعف الإنسان عن كل ما ليس له به حق في شتى المواضع.[١]

حكم إفشاء أسرار البيوت

َّتُعدٌّ الأسرار من الأمانات التي يجب الحِفاظ عليها وكتمّها، وعدم خيانتها ونقيضها، فإذا كان يجب على المُسلم أن يحفظ الأسرار على العموم، فمن بابٍ أولى أن يَهُم بحفظ أسرار بيته، ويُستقى ذلك من خلال الحادثة التي وقعت في عصر النبيّ صلى الله عليه وسلم ، عندما ائتمن عليه الصلاة والسلام حديثًا سَرّه عندحفصة

فأخبرته لعائشة رضي الله عنها، فاعتزل النبيّ صلى الله عليه وسلم أزواجه شهرًا من أجل الحديث الذي أفشته حفصة لعائشة رضي الله عنها وهو يوافق قوله تعالى : "وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ "[٢] فقد دَلَّ ذلك على أنَّ حكم إفشاء أسرار البيوت حرام وبذلك يكون حفظ السّر واجب، فوجب على المسلم أن يحفظ أسرار بيته.[٣]

آثار إفشاء أسرار البيوت

بما أنّ حكم إفشاء أسرار البيوت محرم فقد يدُّل ذلك على أنَّ حفظ الأسرار عبادة يتعبد به المرء الله سبحانه وتعالى، فالآثار المترتبة على إفشاء أسرس البيوت تتمثل بزيادة المشاكل وتفاقمها بصورة تجعلها غير مرنة وصعبة الحل، وبالتالي فإنّ ذلك يُعرّض الأسرة للتفكك وعدم الإستمرار كرد فعلٍ طبيعي على عدم إحترام خصوصية الزوجين والأفراد داخل الأسّرة، وإفشاء الأسرار هو يُشبه أن يفتح الإنسان كتاب حياته مفتوحًا أمام مرأى النّاس مما يتيح الفرصة لعيون الناّس أن تنظر إلى هذه الأسرار وتفضحها مما يسبب توتر العلاقات وتفكك المجتمعات فهي عاقبة وخيمة لا يدفع ثمنها سوى الأسرة، وممّا هو معلوم أنَّ الرجل يُحب المرأة التي يأتمنها على سره، فإذا خانت المرأة هذه الأمانة وفضفضت أسرار زوجها إلى صديقاتها فإن هذا مما يريحها للحظات معدودة وفترات آنية إلا أنّه يٌلحق بها الندم والخٌسران فيما بعد على ما فرطت به من الأسرار، ومما روي قديمًا أن أُمامة بنتُ الحارث كانت قد حذرت ابنتها قبل زواجها في مقولتها المشهورة "فإن أفشيت سرّه فلن تأمني غدره".[٤]

المراجع

  1. مناهج جامعة المدينة العالمية، كتاب الحديث الموضوعي - جامعة المدينة، ماليزيا :جامعة المدينة العالمية ، صفحة 271، جزء 1. بتصرّف.
  2. سورة التحريم، آية:3
  3. "ما حكم من يفشي الأسرار؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-15. بتصرّف.
  4. "إفشاء الأسرار العدو الأول للحياة الزوجية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-15. بتصرّف.
2675 مشاهدة
للأعلى للسفل
×