حكم استخدام النرد كوسيلة تعليمية

كتابة:
حكم استخدام النرد كوسيلة تعليمية

حكم استخدام النرد كوسيلة تعليمية

النرد هو جسم مكعب الشكل له ستة وجوه أو أكثر ويصنع من البلاستيك أو غيرها، ويحمل كل وجه منه رقماً أو شكلاً أو لوناً أو غيره، وهو مَعْرُوفٌ وشَيْءٌ يُلْعَبُ بِهِ؛ ولفظ النرد من أصل فَارِسِيٌّ معرَّب وَلَيْسَ بِعَربي وَهُوَ النَّرْدشير.[١]

وقد استعمل الناس النرد لأغراض متعددة حيث استعمل النرد في اللعب والتطيُّر، والقمار وغيرها من الأمور التي لا يمكن حصرها؛ فقد يوضع عليه مجموعة من الأرقام تكون رمزاً للعبة ما، أو يحمل بعض الاتجاهات؛ فيبني المسافر على ما يظهر من النرد باتجاه السماء وجهته للسفر، أو غيرها من أشكال التطير أو اللعب.

وقد ورد في النرد مجموعة من الأحاديث التي يظهر فيها تحريم استعمال النرد؛ ومع ذلك فقد تنوعت مذاهب الفقهاء في المسألة بناءً على تصورهم للمسألة وارتباطها بعلة التحريم على ما سنذكره لاحقاً إن شاء الله بعد سرد تلك الأحاديث.

الأحاديث والآثار الواردة في النرد

ورد في استعمال حجر النرد مجموعة من الأحاديث النبوية منها ما صحَّ ومنها ما أُسند بالضُعف، وكذلك الآثار عن الصحابة الكرام، ومن ذلك ما يأتي:

  • حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ)،[٢] وقد ورد بعبارة أخرى في أثر ضعيف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الذي يَلعَبُ بالنَّردِ ثم يقومُ فيُصلِّي، مَثَلُ الذي يَتوضَّأُ بالقَيحِ ودَمِ الخِنْزيرِ، ثم يقومُ فيُصلِّي).[٣]
  • حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدِ فقد عصى اللهَ ورسولَه).[٤]
  • رُوي أنَّ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: (النرد هي الميسر).[٥]

أحكام استعمال النرد

تنوعت مذاهب الفقهاء في حكم استعمال النرد؛ تنوعاً يظهر فيه مدى عُمق الفقه الإسلامي وسعة أفقه، ومن ذلك ما يأتي:

  • أولاً: التحريم مطلقاً

رأى عدد من العلماء أنَّ استعمال النرد حرام مطلقاً؛ بكل أشكال استعماله سواء باللعب به أو استعماله كوسيلة تعليمية، أو اللعب به قماراً، وذلك أخذاً بظاهر الأحاديث التي تم ذكرها سابقاً وتمسكاً بصريح النص.[٦]

  • ثانياً: التفصيل في حكمه

ذهب عدد من العلماء إلى التفصيل في حكم استعمال النرد على ما يأتي:[٧]

    • إنَّ استعمال النرد قماراً بأكل أموال الناس بالباطل، أو استعماله استعمالاً يصدُّ عن ذكر الله ويلهي عن الواجبات ويعطلها، أو يكون له الأثر في إثارة الأحقاد والضغائن بين الناس، أو فيه ضياع كبير للأوقات أو إن كان له ارتباط باعتقاد من اعتقادات المجوس وأهل الشرك أو فيه تشبه بهم، وكل ذلك حكمه التحريم؛ وذلك لأنَّ فيه مفاسد وأضرار جسيمة تفتك بالفرد والمجتمع المسلم.

    • استعمال النرد للعلب أو القرعة الذي لا يضيع واجباً ولا يثير الأحقاد والضغائن، ولا يعطل الأوقات ولا يلهي عن ذكر الله، أو استعماله استعمالاً تنتفي فيه علل التحريم، أو استعماله كوسيلة تعليمية كما في حساب علم الاحتمالات، فكل ذلك جائز لا حرج فيه، وذلك لانتفاء علة التحريم وهي إثارة الأحقاد والضغائن، أو أكل أموال الناس بالباطل.

أو غيرها من المفاسد التي من الممكن أن تقع، ومن الجدير بالذكر أن الحكم على الشيء يدور مع علته وجوداً وعدماً، والنرد إنما هو من قبيل العادات التي تنتشر بين الناس، وقد كان تحريمه للعلل التي تم الإشارة إليها آنفاً، فإن انتفت هذه العلل انتفى حكم التحريم، وإن وُجدت هذه العلل وجد حكم التحريم.

المراجع

  1. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 421. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2260، صحيح.
  3. رواه أحمد، في تخريج المسند، عن رجال من الصحابة، الصفحة أو الرقم:23138، إسناده ضعيف.
  4. رواه أبو داود ، في صحيح أبي داود، عن أبي موسى الشعري، الصفحة أو الرقم:4938، حسن.
  5. رواه البيهقي ، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:21485، صحيح.
  6. مفتوو الموقع (17/04/2019)، "حكم استعمال النرد في ألعاب للثقافة أو لتعليم الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
  7. د. أحمد الخليل (22/6/2015)، "علة تحريم اللعب بالنرد"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×