حكم الأغاني في الأعراس

كتابة:
حكم الأغاني في الأعراس

الأحكام الشرعية

قد يتبادر إلى أذهان الناس اليوم السؤال عن حكم الأغاني في الأعراس، وحتى تكون الإجابة كافية وافية، ينبغي معرفة المقصود بالأحكام الشرعية، والأحكام جمع حكم ويُعرّف الحكم لغةً بالقضاء، وأما اصطلاحًا فيُعرّف على أنه خطاب الشارع المتعلق بأفعال المكلفين من وضع، أو تخيير، أو طلب، وتنقسم الأحكام الشرعية التكليفية إلى خمسة أقسام وهي: الواجب وهو ما أمر به الله تعالى على وجه الإلزام كالصلاة، والمندوب وهو ما أمر به الله تعالى على وجه الاستحباب لا الإلزام كالسنن الرواتب، والمحرم وهو ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك كالزنا، والمكروه وهو ما نهى عنه الشارع لا على وجه الإلزام بالترك، والمباح وهو ما ترك للمكلف حرية اختياره.[١]

حكم الأغاني في الأعراس

عند الحديث عن حكم الأغاني في الأعراس يمكن القول أن الغناء المصحوب بالموسيقى والمعازف والكلام الهابط محرم في الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}،[٢] وقد نقل الإمام الطبري -رحمه الله- في تفسيره أن الكثير من الصحابة ومنهم ابن عباس وابن مسعود وجابر بن عبد الله ومجاهد -رضي الله عنهم أجمعين- قالوا بأن المقصود الغناء.[٣]

أما الدليل على حرمة الغناء من السنة فهو ما رواه أبو مالك الأشعري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ"،[٤]بالإضافة إلى ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "وتان ملعونان في الدُّنيا والآخرةِ: مِزمارٌ عند نعمةٍ، ورَنَّةٌ عند مصيبةٍ"،[٥] وأما الإجماع على تحريم الغناء فقد نقله الإمام ابن القيم وابن رجب الحنبلي والقرطبي والطبري وابن حجر الهيتمي وابن صلاح -رحمهم الله جميعًا-.[٣]

أما الغناء المباح في الأعراس فهو للنساء فقط، حيث يجوز لهن ضرب الدف والغناء لإعلان النكاح، ولكن من غير وصف الجمال، ولا ذكر الفجور، والدليل على ذلك ما روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها زَفَّتِ امْرَأَةً إلى رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، فقالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "يا عائِشَةُ، ما كانَ معكُمْ لَهْوٌ؟ فإنَّ الأنْصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ"،[٦] وأما الطبل وغيره من الآلات الطرب فلا يجوز استعمالها.[٧]

مفاسد الاستماع للغناء

بعد الوقوف على حكم الأغاني في الأعراس، تجدر الإشارة إلى المفاسد المترتبة على الاستماع إلى الغناء، حيث إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء الزرع، بالإضافة إلى أن الاستماع إلى الأغاني يلغي محبة القرآن الكريم من القلب، لا سيما أن حب ألحان الغناء وحب كلام الله تعالى لا يجتمعان في قلب العبد، ومن مفاسد الاستماع للغناء والموسيقى أنه سبب لسخط الله تعالى، وتسلط الشياطين على الإنسان.[٨]

المراجع

  1. "الأحكام الشرعية (التكليفية)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  2. سورة لقمان، آية: 6.
  3. ^ أ ب "هل الموسيقى في الأفراح مُحرمه"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5590 ، صحيح.
  5. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4/268، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5162 ، صحيح.
  7. "الغناء والرقص في الأفراح"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  8. "مفاسد الغناء"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
4964 مشاهدة
للأعلى للسفل
×