حكم الإفتاء بغير علم

كتابة:
حكم الإفتاء بغير علم


حكم الإفتاء بغير علم

الفتوى هي بيان لحكم الله -عز وجل- في الوقائع والأحداث، وهناك من سيتبع هذا المفتي فيما قاله من أحكام بغير علم، وسيقع المفتي بغير علم في كبيرتين هما كما يأتي:[١]

  • الجرأة والافتراء بالأحكام الشرعية

قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾،[٢] والمفتي بغير يقول على الله ما لا يعلم، وقد قرن الله -عز وجل- تحريم ذلك بتحريم الشرك به، وهذا يدل على عظم هذا الذنب، فتقدم الله -عز وجل- بالوعيد لمن كذب عليه في أحكامه ودينه وشرعه.

  • إغواء الناس وتضليلهم

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يقبض العِلم انتِزاعًا ينتزعه مِن العباد، ولكن يقبض العِلم بقَبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالِمًا اتخذ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلُوا فأفتوا بغير عِلم، فضَلُّوا وأَضَلُّوا)،[٣] فالمفتي بغير حق قد ضل عن الحق، وأضل غيره ممن اتبع فتواه بغير علم.


ومن أفتى بغير علم يتحمل أوزار الذين يعملون بكلامه، قال -تعالى-: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ)،[٤] ومن أفتى برأيه بما يخالف الكتاب والسنة فقد عمل بما يسخط الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتعرض لسخط الله -تعالى-، وهذه عقوبة مغلظة من الله -عز وجل- لمن أفتى بما لا يعلم، فقد حمل آثام غيره وتعرض لسخط الله وغضبه.[٥]


مفهوم الإفتاء

الإفتاء: هو قيام المفتي بجواب المستفتي، وهو في حقيقته إبلاغ عن الله -عز وجل-، وإخبار لما شرعه الله -عز وجل- لعباده من أحكام، وأول من أفتى هو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان إفتاؤه متضمناً جوامع الكلم، ثم قام بالإفتاء بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام، والإفتاء لا يكون إلا من كان أهلاً له، وأن يكون مجتهداً في العلم، ومن قلد مذهباً معيناً.[٦]


حكم طلب العلم

طلب العلم فرض كفاية، وضابطه أن يكون لديه عبادة يريد معرفتها ليتعبد الله بها، أو معاملة ليقوم بها، وما عدا ذلك فرض كفاية، وطلب العلم من أفضل الأعمال، لأن هناك من يفتي على هواه بغير علم؛ فبدأت البدع وبدأ الجهل وبدأ الجدل لدى كثيرٍ من الناس. [٧]


وهناك ثلاثة أمور تحتم على المسلمين طلب العلم والحرص عليه وهي كما يأتي:[٧]

  • انتشار البدع وظهور شرورها.
  • انتشار الإفتاء بغير علم، وهذا ما يدعوا إلى ضرورة العلم والحرص عليه، وأهل العلم ممن لديهم رسوخ وسعة اطلاع وفقه في دين الله، وحكمة في توجيه عباد الله، يكون المسلم بأمس الحاجة إليهم لبيان أمور دينهم ودنياهم.
  • انتشار الجدل في كثير من مسائل العلم، التي قد تكون واضحة لدى أهل العلم.


المراجع

  1. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 615. بتصرّف.
  2. سورة الأعراف، آية:33
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:100، صحيح.
  4. سورة النحل، آية:25
  5. حمود بن عبدالله التويجري، تغليظ الملام على المتسرعين إلى الفتيا وتسريع الأحكام، صفحة 36. بتصرّف.
  6. عبدالكريم زيدان، أصول الدعوة، صفحة 161. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن عثيمين، العلم للعثيمين، صفحة 18. بتصرّف.
4713 مشاهدة
للأعلى للسفل
×