حكم الإنزال في الدبر دون الإيلاج في رمضان

كتابة:
حكم الإنزال في الدبر دون الإيلاج في رمضان

حكم الإنزال في الدبر دون إيلاج في رمضان

الإنزال في الدبر من غير إيلاج في نهار رمضان يُعد مفسداً للصيام ويحرم شرعاً في نهار رمضان وعلى من فعل ذلك التوبة لله -عز وجل-، وعليه كذلك قضاء ذلك اليوم الذي فعل هذا الشيء به، ولا تكون عليه كفارة، لأن الكفارة لا تجب إلا على من قام بالجماع في نهار رمضان، والجماع في الدبر محرم شرعاً، والجماع في نهار رمضان مفسدٌ للصيام وموجبٌ للكفارة.[١]

أما مقدمات الجماع لمن يملك نفسه من الإنزال هي غير مفسدة للصيام، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ)،[٢] وقد قال الشافعي عن مقدمات الاستمتاع التي لا تحرّك شهوة الرجل أنه لا بأس بها وتركها أولى.[٣]

وإذا باشر الرجل امرأته في نهار رمضان، فتدفق المني منه فيجب عليه الغسل وقضاء ذلك اليوم والتوبة وعدم الرجوع لمثل هذا الفعل، وإذا لم تنزل المرأة فلا يجب عليها الغسل عند جمهور العلماء.[٤]

وذهب المالكية كما ورد في كتاب المدونة: إلى أن المرأة لا يجب عليها الغسل ما لم تُنزل، والمقصود هنا المكان الذي حلله الله للدخول أي إنه إذا نزل من ماء زوجها بها دون دخول فلا غسل لها ما لم تُنزل هي وصيامها صحيح، وينصح بعدم مباشرة المرأة من أي مكان غير ما حلل الله لأنه إثم كبير، ويمنع الدخول في الدبر في شهر رمضان وغيره، أما الاستمتاع من غير إنزال غير مفسد للصيام، لكن الأفضل ترك هذه الأمور في نهار رمضان.[٥]

مباشرة الزوجة في رمضان

الصيام شرعاً هو أن يمتنع الشخص عن أي مفطرات، مثل: شهوة الطعام، والجماع، ووقته يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأمّا مباشرة الزوجة في ليل رمضان فهو جائز كحال أي يوم إذا لم يكن هناك ما يمنع كأن تكون حائض.

قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)،[٦] والأفضل عدم مباشرة الزوجة في نهار رمضان خوفاً من أن لا يملك المرء نفسه.[٧]

مباشرة الزوجة من الدبر

يحرم حرمة قطعية مباشرة الرجل لزوجته من غير ما حلل الله في أي وقت سواء أنزل أم لم ينزل، وإن حصل في نهار رمضان فهو إثم فوق إثم ومعصية أخرى، وأما الاستمتاع بالزوجة ضمن ما حلل الله دون دخول فيجوز لأن المحرّم هو الإيلاج.

وذكر ذلك الإمام الشافعي في كتابه الأم: أن مقدمات الجماع لا بأس به دون أن يكون هناك دخول من مكان من غير ما حلل الله، وممن قالوا بهذا الأمر أيضاً ابن قدامة في المغني: ولا بأس بالاستمتاع من غير دخول، لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر.[٨]

المراجع

  1. محمد صالح المنجد، الاسلام سؤال وجواب، صفحة 3074. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1927، صحيح.
  3. مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 16874. بتصرّف.
  4. مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1939. بتصرّف.
  5. مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1939. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:187
  7. مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 16902. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8971. بتصرّف.
5112 مشاهدة
للأعلى للسفل
×