حكم الاعتراف بالحب في الإسلام
يعود هذا الحكم لحكم حالة الحب بالأصل فإن اعترف العبد لمن يجوز له أن يعترف لهم؛ كأبويه أو أبناءه أو بين الأزواج فهو أمر فيه مدعاة للألفة والرحمة، وأما إن كان بين شخصين لا تجوز بينهما علاقة؛ كالرجل والمرأة الأجانبيين عن بعضهما فلا يعترف الإسلام بشيء بينهما إلا علاقة الزواج الشرعي، وما عدا ذلك فهو عمل الشيطان الذي على المسلم أن يبتعد ويحذر منه.[١]
عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (لم نَرَ لِلْمُتحابَّينِ مِثلَ النِّكاحِ)،[٢] والزواج هو ذروة صدق الحب بين الرجل والمرأة وطلب الرجل للمرأة على سنة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.[١]
هو أنبل اعتراف بالحب في أجواء يسودها الحياء والطهر والنبل، وإن دخل الحب على قلب الرجل أو المرأة دون تعدٍّ لحرمات الله بالخلوة أو النظر، فلا حرج على المُحبِّ إن اتقى الله واجتهد بدفعه، أو السعي للزواج بمن أحب. والزواج هو ذروة صدق الحب بين الرجل والمرأة وطلب الرجل للمرأة على سنة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.[١]
الحب في الإسلام
إنَّ بعض رسائل الإعلام والكتب والمؤلفات الجديدة قلّصت من معنى الحب وجعلته مجرد العلاقة بين الرجل والمرأة، والصحيح أنَّ الحب عقيدة لدى المسلمين إذ لا يتحقق الإيمان في الشريعة الإسلامية إلا إذا تواجد في قلب المسلم حب الله -تبارك وتعالى-، الذي أوجدنا وأوجد الحب، وكذلك وحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذا الحال للقرآن والصحابة الكرام وجماعة المؤمنين.[٣]
ولا يتحقق الإيمان الكامل لدى المسلم حتى يقدّم حب النبي -صلى الله عليه وسلم- التابع لمحبّة الله-عز وجل- الذي أرسله للعالمين، على كل حب وعلى محبة جميع الخلائق، ومن مقتضيات المحبة الصحيحة أن يتبع المسلم حبيبه محمد -صلى الله عليه وسلم- وموافقته في جميع الأحوال فيحب ما يحب ويكره ما يكره.[٤]
فالحب الصادق لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يكون باتباع سنته -عليه الصلاة السلام-، والعمل بمقتضياتها التي تُقربنا من الله -عز وجل- وتجعلنا عباداً له مخلصين مُنيبين متوكلين، ومن صور محبة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ الدفاع عن شريعته ونصرته ونصرة سنته، وأن يتمنى المسلم حضور حياته ويذل النفس والمال وكل شيء في سبيله -صلى الله عليه وسلم-. [٤]
أدلة الحب في الإسلام
دلّت الكثير من النصوص الشرعية على هذا الشيء، فقد وضّح الله -تبارك وتعالى- في سورة آل عمران أن محبته -تبارك وتعالى- لا تتم إلا من خلال أن يتبع المحب أمر رسول الله الذي بعثه للناس ونبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- فقال -جل وعلا-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).[٥]
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)،[٦]ويعتبر العلماء هذا الحديث الشريف من جوامع الكلم حيث ألفاظه اليسيرة على الفهم تجمع المعاني الكثير فأقسام الحب ثلاثة أولها محبة الإجلال كمحبة الأب، ومحبة الحنو والرحمة كمحبة الولد، ومحبة استحسان كمحبة الناس.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2309. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن ماجه ، في تخريج زاد المعاد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1847، إسناده حسن.
- ↑ غانم غالب، منكرات الافراح، صفحة 18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:31
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:44، صحيح.