التثاؤب لغة: مصدر الفعل تثاءب يتثاءب، وهو فتح الفم وإطباقه بطريقة لا إرادية بسبب النعاس، أو الكسل، أو الملل،[١] أمّا معنى التثاؤب اصطلاحاً فهو لا يخرج عن معناه اللغوي،[٢] وفي هذا المقال بيان لحكم التثاؤب في الصلاة، وأسبابه، وطرق علاجه.
حكم التثاؤب في الصلاة
تجدر الإشارة إلى أنّ التثاؤب في الصلاة له حالتان:[٣]
- الحالة الأولى: أن يكون التثاؤب اختياري وبإرادة المصلي، فذهب العلماء إلى القول بكراهة التثاؤب في هذه الحالة؛ لِما في ذلك من عدم الاعتناء بالصلاة، وانتفاء استحضار المصلي معاني آيات القرآن الكريم التي يقرؤها، أو معاني الدعاء الذي يدعو به، وكل هذا من شأنه أن ينافي الخشوع في الصلاة الذي عرفه العلماء بقولهم: أنّه الخوف الناجم من استشعار العبد وقوفه بين يدي الله -تعالى-.
- الحالة الثانية: أن يكون التثاؤب اضطرارياً دون إرادةٍ ورغبةٍ من المصلي، فهنا لا يؤاخذ المصلي ولا يكلّف بما صدر عنه من التثاؤب.
أسباب التثاؤب في الصلاة
يعدّ الإكثار من الأكل والشرب وامتلاء البطن بهما، والكسل سبباً في تصاعد أبخرةٍ إلى الدماغ فتؤثر فيه سلباً، بحيث يبعث في الجسم الشعور بالتراخي والتكاسل، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الأمر مُحببٌ للشيطان، لأنّ ذلك يعدّ سبباً في تكاسل العبد عن العبادات والطاعات، لذا كان الشيطان سبباً في التثاؤب لكونه يحبه، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ).[٤][٥][٦]
علاج التثاؤب في الصلاة
ورد في السنة النبوية كيفية التعامل مع التثاؤب داخل الصلاة وخارجها سواء كان التثاؤب اختياريا أو اضطراريا، وذلك كما يأتي:[٣][٧][٦]
- أولاً: أن يعمد العبد إلى مكافحة التثاؤب ودفعه ما استطاع حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ في الصَّلاةِ، فَلْيَكْظِمْ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ)،[٨] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا تَثاءَبَ ضَحِكَ منه الشَّيْطانُ).[٩]
- ثانياً: أن يعمد العبد إلى وضع يده على فمه حال التثاؤب، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بيَدِهِ علَى فِيهِ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ)،[١٠] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا تثاءَب أحدُكم فلْيَضَعْ يدَه على فيه ؛ فإنّ الشيطانَ يدخُلُ مع التَّثاؤُبِ).[١١]
- ثالثاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لا سيما وأنّ الشيطان يحرص على إشغال العبد عن ذكر الله -تعالى- والصلاة، وجلب النكد له ويحاول بشتى الطرق تحقيق ذلك، حيث ثبت عن أبي العلاء البياضي -رضي الله عنه- قال: (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي).[١٢]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى تثاءب في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 140. بتصرّف.
- ^ أ ب "التثاؤب في الصلاة مكروه"، إسلام ويب، 24-7-1999، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3289 ، صحيح.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 10. بتصرّف.
- ^ أ ب "التثاؤب في الصلاة.. الأسباب والعلاج"، إسلام ويب، 26-11-2012، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 141. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2995، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6226 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2995 ، صحيح.
- ↑ رواه الالباني ، في صحيح الجامع، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:426 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي العلاء البياضي، الصفحة أو الرقم:2203 ، صحيح.