حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية

كتابة:
حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية

ذكر الله تعالى

قبل الحديث عن حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية، من الجدير الحديث عن أهمية ذكر الله تعالى، فقد أثنى الله -تعالى- على من يذكره في جميع أحواله، وقد بيّن سبحانه أنّ ذلك من صفات أولي الألباب، فقد قال سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}،[١] وقد أمر الله -تعالى- بالإكثار من ذكره، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}،[٢] ومما يؤكد على فضل الذكر ما رواه أبي الدرداء رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ألا أُنبِّئكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والوَرِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلْقَوا عدوَّكم، فتضرِبوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ ذكرُ اللهِ".[٣][٤]

حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية

في الحديث عن حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ المسبحة الإلكترونية تُلحق بالمسبحة التي تُصنع من الحجارة أو الخشب وغيرها من المواد في الحكم، وقد أفتت دائرة الإفتاء الأردنية بجواز استعمال المسبحة فهي من الوسائل المشروعة، وقد رويَ عن بعض الصحابة والتابعين استخدام المسبحة المصنوعة من النوى في الذكر والتسبيح، وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأن التسبيح بواسطة اليد أفضل لما رويَ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: "رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يعقدُ التَّسبيحَ بيدِهِ"،[٥] فيما ذهب بعض العلماء إلى التفصيل في ذلك، فإذا أمِن المُسبّح على نفسه من الخطأ في عدد التسبيح فالأفضل له التسبيح بيده، أما إذا كان لا يأمن على نفسه من الخطأ فاستخدام المسبحة أفضل.[٦]

فضل التسبيح

بعد الحديث عن حكم التسبيح بالمسبحة الإلكترونية، لا بُدّ من بيان فضل التسبيح، فالتسبيح من أعظم العبادات عند الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ"،[٧] ومما يؤكد على فضل التسبيح ما رويَ عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ"،[٨] وبالتسبيح تترفع درجات الإنسان، وينال بذلك عظيم الأجر والثواب يوم القيامة، وقد عدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك من أفضل العبادات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قالَ حينَ يصبحُ وحينَ يُمسي: سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ مائةَ مرَّةٍ: لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامةِ بأفضلَ ممَّا جاءَ بِهِ، إلَّا أحدٌ قالَ مثلَ ما قالَ، أو زادَ علَيهِ".[٩][١٠]

.

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:190 191
  2. سورة الأحزاب، آية:41
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:2629، حديث صحيح.
  4. "أهمية الذكر وفضله"، al-maktaba.org، 2020-05-08، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3486، حديث صحيح.
  6. "ما حكم استعمال السبحة"، aliftaa.jo، 2020-05-08، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6406، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:2137، حديث صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3469، حديث صحيح.
  10. "فضل التسبيح"، al-maktaba.org، 2020-05-08، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-08. بتصرّف.
3576 مشاهدة
للأعلى للسفل
×