حكم التسمية باسم آية

كتابة:
حكم التسمية باسم آية

معنى اسم آية

يعدّ اسم آية من أسماء العلم المؤنّثة العربيّة والإسلاميّة، وهو من الأسماء المنتشرة على مساحة واسعة لجمال معناه وخفّة لفظه، وآية هي الآية من القرآن، التي تنتهي برقم كما هو في المصاحف الشّريفة، ومجموع الآيات يشكّل سورة، وقد وردت كلمة آية في القرآن مفردة، كما وردت جمعًا مرّات عديدة، فمفردة كقوله تعالى: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً}،[١]وجمعًا كقوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}،[٢]ومن معانيها العلامة والرّسالة والمعجزة والعبرة، ويقال فلان آية في الجمال، أي: كامل الخَلق والخُلُق، أو غاية في الجمال، وكتب إليها آيات الودّ، أي: عبارات، وآية الله: لقب يطلق على أكابر رجال الدّين من الشّيعة، وسيأتي لاحقًا حكم التسمية باسم آية.[٣]

حكم التسمية باسم آية

لمعرفة حكم التسمية باسم آية، فلابدّ من البحث والتّمحيص عن الأسماء التي أباحها لنا شرعنا الحنيف، فقد ثبت من هدي النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يحبّ الأسماء الحسنة ويكره ويبغض الأسماء المستقبحة، فقد حضّ -صلّى الله عليه وسلّم- على التّسميّة بأسماء معيّنة كعبد الله وعبد الرّحمن، وأباح أسماء أخرى كالأسماء التي تحمل معان جيّدة ولا تتعارض مع الدّين أو الأخلاق القويمة، ونهى عن التّسمية بما يتعارض مع الدّين كالتّرغيب بالمعصية أو التّعبّد لغير الله تعالى، أو ما دلّ على الحزن واليأس أو الحرب وغير ذلك، أمّا بالنسبة لأسماء الإناث، فإنّ أفضل الأسماء لهنّ أسماء أمّهات المؤمنين، وأسماء بنات النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وغيرهنّ من أسماء الصّالحات من الصّحابيّات والتّابعيّات ونساء السّلف الصّالح وغيرهنّ، فيمكن تسمية المولودة بمريم أو هاجر أو سارّة أو خديجة أو عائشة أو فاطمة أو زينب أو ما شابه ذلك من الأسماء التي ليس في معناها أيّ محظور شرعيّ،[٤] ومن خلال ما تقدّم فإنّ حكم التّسمية باسم آية فجائز ومباح ولا حرج في التّسمية فيه، لأنّ جميع مخلوقات الله تعالى تعدّ من آياته الدّالة على قدرته وعظمته وإبداع صنعه، سبحانه وتعالى.[٥]

تسمية المولود

فقد اتّفق العلماء على وجوب تسمية المولود ذكرًا كان أم أنثى، ولكنّهم اختلفوا في وقت التّسمية، فمنهم من قال في اليوم الأوّل من ولادته، ومنهم من قال في اليوم الثّالث، ومنهم من قال في اليوم السّابع، ولا ضير في ذلك إنّما يدلّ على أنّ في الأمر سعة، وقالوا بأنّ الاسم عنوان المسمّى، ومن الملاحظ أنّ أكثر الشّرفاء أسماؤهم تناسبهم، وكذلك أكثر سفلة القوم أيضًا أسماؤهم تناسبهم، فلتسمية المولود لا بدّ من اختيار اسم يتناسب مع الشّرع الإسلاميّ، أيّ من الأسماء المعبّدة لله تعالى، أو أسماء الأنبياء والرّسل، أو أسماء الصّحابة الكرام، أو ما صلح من أسماء الصّالحين والتّابعين، وكلّ اسم له معانٍ عربية جيّدة وعريقة، وقد مال الكثير من النّاس إلى مخالفة الدّين والأخلاق القويمة في اختيار أسماء أبنائهم وبناتهم، ممّثل:[٦]

  • اختيار أسماء أعجمية مرفوضة لغة وشرعًا، مثل: جاكلين، جولي، ديانا، "سوزان" وتعني: المحرقة أو الإبرة.
  • اختيار الأسماء الأعجمية، كالتركيّة والفارسيّة والبربريّة، مثل: " شادي" ويعني عندهم "القرد".
  • اختيار أسماء غراميّة رخوة، مثل: أحلام، تغريد، غادة، فاتن، ناهد، "هُيام": وتعني الجنون من العشق والغرام، أو هو داء يصيب الإبل، وهَيام: الرّمل غير المتماسك والمنهار.
  • اختيار اسم تقيّ الدّين أو صلاح الدّين أو محيي الدّين أو جلال الدّين وهذه الأسماء مكروهة، لأنّ صاحبها قد يكون خلاف ذلك تمامًا، وقد كان الإمام النّووي -رحمه الله تعالى- يكره مناداته بمحيي الدّين، وهو العالم والفقيه.!
  • اختيار أسماء الحيوانات، مثل: حنش، قردان، قنفذ، قنيفذ، كلب، كليب، حمار، وهذه ممّا يكره التّسمية بها.
  • اختيار أسماء فارسيّة مختومة بلفظ "ويه"، مثل: سيبويه، وقد أحصى البعض اثنين وتسعين اسمًا مختومة بلفظ "ويه"، ومن اللّطائف ما ذكره العلماء في ترجمة نفطويه الإمام اللّغوي بأنّهم قالوا فيه: أحـرقـه اللـه بـنـصـف اسـمـه، والنّصف الثّاني نـواحًـا.

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية: 73.
  2. سورة البقرة، آية: 252.
  3. "معنى اسم آية"، www.almaany.com. بتصرّف.
  4. "من أفضل الأسماء للبنات"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  5. "حكم-التسمية-بـ اية "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  6. "فوائد ( تسمية المولود )"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
3563 مشاهدة
للأعلى للسفل
×