حكم التسمية باسم إيلاف

كتابة:
حكم التسمية باسم إيلاف

معنى اسم إيلاف

اسم إيلاف من الأسماء المنتشرة نوعًا ما بين عموم المسلمين، فهو من أسماء الإناث التي لاقت رواجًا في المجتمع العربي والإسلامي، وقد ورد في معجم المعاني أنّ اسم إيلاف هو اسم علمٍ مؤنث عربيّ الأصل وهو مصدر الفعل "آلَفَ" ومعناه الأمان والألفة والمودّة، وهو العهد والميثاق الذي كان يُؤخذ لتأمين خروج التجار من مكانٍ إلى آخر، وهو من الأسماء التي وردت في القرآن الكريم، فقد قال تعالى في سورة قريش: "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ"،[١]وإيلاف المكان تعود والارتياح له، وسيتحدّث هذا المقال عن جكم التسمية باسم إيلاف.[٢]

حكم التسمية باسم إيلاف

يعتمد أهل العلم في إطلاق الحكم على الأسماء ما إذا كانت جائزةً أم لا على معنى الاسم في الدرجة الأولى، فمن الأسماء ما يكون معناه مستهجنًا أو يوحي بالكراهية والبغض، أو قد يحمل الاسم معنًى مثيرًا للغرائز أو حتى قد يكون اسمًا لا معنى له وكلّ هذه الحالات تجعل الاسم مكروهًا في الإسلام، وبالحديث عن حكم التسمية باسم إيلاف يتبيّن من معنى الاسم أنّه يخلو من المحاذير الشرعية، فاسم إيلاف يوحي بالمودة والمحبة والألفة، كما أنّه من الأسماء التي وردت في القرآن الكريم والتي أجمع أهل العلم على أنّها ليست محرّمةً أو مكروهة، لذا يتبيّن مما سبق حكم التسمية باسم إيلاف أنّه من الأسماء المباحة في الشريعة الإسلامية كما أنّه من الأسماء المستحبة فهو اسمٌ جميل اللفظ والمعنى، والله تعالى أعلم.[٣]

تفسير قوله تعالى {لإيلاف قريش}

اسم إيلاف من الأسماء التي وردت في القرآن الكريم في سورة قريش، حيث بدأت السورة الكريمة بقوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}،[٤]وقد رجّح المفسرون أنَّ لسورة قريش ارتباطًا بسورة الفيل أي أنّ الله تعالى بعث الطير الأبابيل لتقضي على أصحاب الفيل وذلك لإيلاف قريش، والإيلاف هو الاعتياد الذي اعتادت عليه القبيلة وقتًا من الزمن، وهو النعمة التي أنعم الله بها عليهم، حيث حقق اللَّه لهم الألفة واجتماع الكلمة، والتئام الشمل، وأكرمهم الله بنعمة الأمن والاستقرار، ونعمة الغنى واليسار، والإمساك بزمام الاقتصاد التجاري في الحجاز، بالقيام برحلتين إلى الشام وإلى اليمن، وقد فصّل الله تعالى هذا الإيلاف بقوله: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}،[٥]وهذه من النعم التي أنعمها الله تعالى عليهم.[٦]

ثم بعد أن ذكر الله تعالى نعمه على قبيلة قريش وما خصهم به من الأمن والألفة والغنى، أمرهم -جلّ وعلا- بأن يعبدوه حقّ عبادته لشكره والثناء عليه وذلك بقوله: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ}،[٧]وهذا تأكيدٌ على ضرورة أن يقوم أفراد هذه القبيلة بعبادة الله تعالى حق العبادة ولا يشركون معه شيئًا، ثم تابع -سبحانه وتعالى- قائلًا: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}،[٨]مذكّرًا بالنعم التي أنعمها -جلّ وعلا- على قبيلة قريش، بأنه وفّر لهم الأمن والأمان، وأمّنهم بالتجارة التي تحميهم من الجوع والفقر وسؤال الناس، فمن الواجب عليهم عبادته وحده وطاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وعدم الإشراك به شيئًا، والله تعالى أعلم.[٦]

المراجع

  1. سورة قريش، آية: 01-02.
  2. "تعريف و معنى إيلاف في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-08-2019. بتصرّف.
  3. "تسمية البنت باسم إيلاف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-08-2019. بتصرّف.
  4. سورة قريش، آية: 01.
  5. سورة قريش، آية: 02.
  6. ^ أ ب "تأملات قصار السور - سورة قريش"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-08-2019. بتصرّف.
  7. سورة قريش، آية: 03.
  8. سورة قريش، آية: 04.
3190 مشاهدة
للأعلى للسفل
×