معنى اسم ريان
إنً اللغة العربية من أوسع اللغات إن لم تكن أوسعها في المفردات والتّراكيب، وكانت العرب في الجاهليّة قبل الإسلام تُسمّي أبناءها بما يطيبُ لها من الأسماء بصرف النّظر عن معناه، ولكن عندما جاء الإسلام فإنّه قد أخضع العرب لمعايير في التّسمية، وأدخل إلى العربيّة أسماء من وحي الدّين الجديد الذي اعتنقوه، ومن تلك الأسماء اسم ريّان، وهو باب من أبواب الجنّة، وربّما كانت العرب تعرف هذا الاسم قبل الإسلام، ولكن لم يُسمع عن عربيّ قد سمّى ابنه ريّانًا قبل مجيء الإسلام! والريّان هو الذي شرب حتّى ارتوى بعد عطش، وهو أيضًا الغصن الأخضر النّاعم من أغصان الشّجر، وسيتكلّم هذا المقال في حكم التسمية باسم ريان.[١]
حكم التسمية باسم ريان
إنّ حكم التسمية باسم ريان مرهون بما تفرضه شريعة الإسلام من ضوابط تُنظّم تسمية المواليد الجُدد، وريّان هو صفة مُشبّهة من الفعل رَوِيَ، وفي الأصل يدلّ هذا الاسم على الشّرب حدّ الشّبع والامتلاء، ثمّ صار يُستعمل في معاني أخرى كالامتلاء من العلم ونحوه، فيقول ابن فارس في معجمه الأشهر مقاييس اللغة: فالأصلُ ما كان خلاف العطش، ثُمّ يُصرّف في الكلام لحاملِ ما يُروى منه، ا هـ، فحامل العلم العالم يُسمّى ريّانًا؛ لأنّه ارتوى من العلم، ويُقاس على هذا، ويظهرُ أنّ حكم التسمية باسم ريان هو الإباحة ولا حرج في ذلك، بل إذا كان القصد من التّسمية أن يشبع المولود من العلم والدّين، أو أن يكون المولود بابًا إلى الخير كما كان الريّان بابًا إلى الجنّة فهو حينىٕذٍ من الأسماء المحمودة الحسنة إن شاء اللّٰه تعالى، وقد كان في تاريخ الإسلام كثيرٌ ممّن حملوا هذا الاسم؛ أي: اسم ريّان، واللّٰه أعلم.[٢]
باب للصائمين في الجنة
بعد معرفة حكم التسمية باسم ريان لا بأس بالوقوف مع باب الريّان، وهو باب من أبواب الجنّة لا يدخل منه إلّا الصّائمون يوم القيامة، فإذا دخلوا أُغلِق الباب وراءهم، فقد روى البخاريّ في صحيحه من حديث سهل السّاعدي أنّ رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- قال: "إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ"،[٣] وقال ابن حَجَر العسقلانيّ في فتح الباري -وهو شرح على صحيح البخاري- في شرحه لهذا الحديث: قوله: "إن في الجنة بابًا..." قال الزّين بن المنير: إنّما قال في الجنة ولم يقل للجنة؛ ليُشعِرَ بأنّ في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة؛ فيكون أبلغ في التشوّق إليه، قلتُ -أي ابن حَجَر-: وقد جاء الحديث من وجه آخر بلفظ "أنّ للجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون" أخرجه هكذا الجوزقي من طريق أبي غسان عن أبي حازم، وهو للبخاريّ من هذا الوجه في بدء الخلق، لكن قال في الجنة ثمانية أبواب، واللّٰه أعلم.[٤]
المراجع
- ↑ "معنى اسم ريان في قاموس معاني الأسماء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "يجوز تسمية المولود باسم "ريان""، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 1896، صحيح.
- ↑ "باب الريان من أبواب الجنة الثمانية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-08-2019. بتصرّف.