حكم التسمية باسم قصي

كتابة:
حكم التسمية باسم قصي

معنى اسم قصي

تزخر اللغة العربية بما لا حصر له من الأسماء الصّالحة لأن يتسمّى بها النّاس، ومن بين تلك الأسماء اسم قصي، وهو اسم عربيّ قديم قد تسمّى به من لا حصر لهم من العرب الأوائل، وحتّى من أبناء اليوم، وهو تصغيرٌ لاسم قَصِي؛ أي البعيد، وقد حمل هذا الاسم سابقًا قُصي بن كلاب، سيّد قريش الأكبر، وهو من أجداد رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وسيتحدّث هذا المقال عن حكم التسمية باسم قصي.[١]

حكم التسمية باسم قصي

للوقوف على حكم التسمية باسم قصي لا بدّ من معرفة ضوابط التّسمية في الشّريعة الإسلاميّة من حيث الإباحة والكراهة والتّحريم، ومن تلك الضّوابط التي شرعها الإسلام لتقنين استعمال الأسماء في حياة المسلمين:[٢]

  • ألّا يكون الاسم فيه تعبيد لغير اللّٰه -عزّ وجل-.
  • ألّا يُسمّى باسم من أسماء اللّٰه تعالى التي اختصّ بها نفسه.
  • ألّا يكون الاسم من أسماء الكفّار الدّالّة على ملّتهم.
  • ألّا يكون الاسم اسمًا لصنم أو وثن أو طاغوت يُعبد من دون اللّٰه.
  • ألّا يكون الاسم فيه من صفات المعاصي أو الآثام.

وممّا سبق يظهر أنّ حكم التسمية باسم قصي لا حرج فيه، ولا بأس بالتّسمية به، فهو اسم عربيّ صحيح أصيل.

قصي بن كلاب

بعد معرفة حكم التسمية باسم قصي لا بأس من الوقوف مع نبذة عن قصي بن كلاب أحد أجداد رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم-، وهو قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب من ذريّة عدنان التي يرجع نسبها إلى إسماعيل الذّبيح ابن خليل الله إبراهيم -عليهما السّلام-، وقصي اسمه زيد، وإنّما سُمّيّ باسم قصي لأنّ أمّه تقصّت به إلى الشّام بعد وفاة أبيه كلاب، وزواجها من ربيعة بن حرام بن ضنّة من بني عُذرة، وبعد أن كبر قصي في الشّام في بني قُضاعة حصل خلاف بينه وبين رجل من قضاعة، فقال له القضاعي الحق بقومك فإنّك لست منّا، فرجع إلى أمّه فقصّت عليه حقيقة نسبه، فأراد اللّحاق بقومه، فنصحته أن يخرج مع حجيج قضاعة، وبعد الحجّ استقرّ في مكّة وتزوّج من ابنة سيّد مكّة آنذاك حُليل بن حبشيّة زعيم خزاعة، واسمها حُبى.[٣]

قُصي واسترداد مكّة

بعد وفاة حُليل رأى قصيّ أنّه أولى بأمر مكة والكعبة من خزاعة، فدعا بني قومه لإخراج خزاعة وبني بكر من مكّة، فالتقى جيش قصي مع جيش خزاعة وبني بكر واقتتلوا قتالًا شديدًا وفشت الجروح بينهم، فاتّفقوا على أن يحكم بينهم من العرب رجل عدل يقضي بينهم، فاجتمعوا على يعمر بن عوف بن كعب بن ليث بن عبد مناة بن كنانة، فقضى بينهم بالآتي:

  • قصيّ أولى بالكعبة ومكّة من خزاعة.
  • كلّ دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر موضوع يشدخه تحت قدميه.
  • ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وبني كنانة وقضاعة فالدّيّة فيه مؤادة، وأن يُخلّى كذلك بين قصي والكعبة ومكّة.

وهكذا عادت مكّة لحكم قريش بعد أن كانت بيد خزاعة، وغلب قصي على قريش وسادها زمنًا طويلًا، وسادها بعده أبناؤه عبد الدّار وعبد مناف حتّى جاء الهادي البشير -صلوات اللّٰه وسلامه عليه- فسادَ العربَ والعالم منذ القديم وحتّى اليوم وإلى قيام السّاعة وإلى ما شاء اللّٰه بعد ذلك وقبل.[٤]

المراجع

  1. "تعريف و معنى قصا في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
  2. "آداب تسمية الأبناء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
  3. "كتاب: الطبقات الكبرى"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
  4. "قصي واسترداد قريش لحكم مكة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
4079 مشاهدة
للأعلى للسفل
×