حكم التسمية باسم ميار

كتابة:
حكم التسمية باسم ميار

معنى اسم ميار

إنّ اللغة العربيّة تُعَدُّ من أوسع اللّغات في العالم من حيث اتّساعها في المفردات والتّراكيب، حتّى قال الشّافعيّ -رضي اللّٰه عنه- إنّ اللّغة العربيّة لا يُحيطُ بها إلّا نبي، وقد اشتقّ النّاس أسماء من كلّ كلمة أعجبتهم واستخفّوا نطقها، ومن ذلك اسم ميّار، الذي يعني جالب الميرة، وهي المؤونة، فهذا الاسم ربّما هناك أسماء لها معاني أجمل منه، ولكنّه اسمٌ رشيق المبنى، فطغى ذلك على كلّ شيء فيه، فأحبّه النّاس، وسمّوا أبناءهم به، وسيقف المقال على حكم التسمية باسم ميار.[١]

حكم التسمية باسم ميار

في هذا العصر الحديث الذي صار التنوع الثقافي فيه وتمازج الثقافات من الأمور اليسيرة بفعل الإنترنت، والتلفاز، فصار النّاس تستهويهم الأسماء اللّطيفة الرّشيقة المبنى؛ لتأثّرهم بالثّقافات الأخرى، أو بسبب روح العصر الجديدة التي صارت تميل إلى هذا النّوع من الأسماء ذي النّطق الخفيف، وقد ورد في اسم ميّار فتوى خاصّة استندت إلى كلام العلّامة المرتضى الزَّبِيدي في تاج العروس، إذ يقول: والميّار: كشدّاد: جالب الميرة، وفي اللسان: جالبُ المِير، والمُيّار بالضم كرُمّان: وهو جُلاَّبه، وهو ليس بجمعٍ لمَيّار، وإنّما هو جمع مائر، ككُفّار جمع كافر، وكالمَيّارة وكرجّالة، يقال: نحن ننتظر ميرتنا وميرنا، ويقال للرفقة التي تنهض من البادية إلى القرى لتمتار: ميّارة، وعلى ما سبق فإنّ اسم ميّار هو من الأسماء المباحة التي لا حرج في تسميتها؛ لأنّه لا يخالف ضوابط التّسمية في الشّريعة الإسلاميّة، ولا يحمل معنًى محرّمًا، واللّٰه أعلم.[٢]

أسماء غيّرها النّبي

عندما غيّر النّبيّ -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- بعض الأسماء لمّن كان يرى في أسمائهم شيئًا من الكراهية، فقد ورد عنه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم -أنّ ابنة لعمر بن الخطاب -رضي اللّٰه عنه- كان يُقال لها عاصية، فسمّاها جميلة، وفي موضع آخر قد جاءه رجل في نفر وفدوا عليه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: أصرم، قال: بل أنت زُرْعة، وأيضًا أنّه لمّا وفد عليه أبو شُريح كان قومه يُسمّونه أبا الحَكَم، فقال له النّبيّ -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- إنّ الحَكَم هو اللّٰه سبحانه وإليه الحُكم، فقال الرّجل إنّ قومه إذا اختلفوا في شيء جاؤوه فحَكَم بينهم، فيرضى الطّرفين بذلك، فقال له رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- ما اسم أبنائك؟ قال: شُريح وعبد اللّٰه ومُسلم، فسأله رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- عن أكبرهم فقال: شُريح، فقال له أنت أبو شُريح، وكذلك ما ورد عن الإمام سعيد بن المسيب أن أباه -وكان اسمه حزنًا- جاء إلى النبي -صلى اللّه عليه وسلم- فقال‏:‏ ‏"‏ما اسْمُكَ‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ حَزْن، فقال‏:‏ ‏"‏أنْتَ سَهْلٌ‏"‏ قال‏:‏ لا أُغيّر اسمًا سمّانيه أبي، فيقول الإمام هنا:‏ فما زالت الحزونة فينا"،[٣]وهكذا فقد كان -عليه الصّلاة والسّلام- يحبّ الأسماء الحَسَنة، وينفر من الأسماء المكروهة والثّقيلة، وكان يُغيّرُ للنّاس أسماءهم إذا كانت غير مستحبّة؛ وذلك لكي تكون لائقة بهم وبدينهم.[٤]

المراجع

  1. "تعريف و معنى ميار في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
  2. "حكم التسمية باسم ميار"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعيد بن المسيّب، الصفحة أو الرقم: 6190، صحيح.
  4. "كتاب: الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2019. بتصرّف.
2553 مشاهدة
للأعلى للسفل
×