حكم التقبيل في نهار رمضان

كتابة:
حكم التقبيل في نهار رمضان

مفهوم التقبيل

قبل الحديث عن حكم التقبيل في رمضان، لا بُدّ من بيان مفهوم التقبيل في اللغة، فقبّل الشخص أي: لامس أحد أعضائه بشفتيه لإظهار الشوق أو التّحيّة،[١] والتقبيل في اللغة: مصدر قبّل والاسم قُبلةُ بمعنى اللّثمةُ، حيث يقال قبّلها تقبيلًا أي لثمها، وعندما يقال تقبّلتُ العمل من صاحبه أي التزمته بعقد، وجمع كلمة تقبيل قُبل، والقبالة: ما يلتزمه الإنسان من دين وعمل وعقد وغيرها من الأمور، وقال الزمخشري رحمه الله: "كُل مَنْ تَقَبَّل بِشَيْءٍ مُقَاطَعَةً وَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا، فَالْكِتَابُ الَّذِي كُتِبَ هُوَ الْقَبَالَةُ بالْفَتْحِ وَالْعَمَل قِبَالَةٌ بِالْكَسْرِ"، وللتقبيل بمعنى لامس أحد أعضائه بشفتيه أحكامٌ كثيرة في الشريعة الإسلامية.[٢]

حكم التقبيل في رمضان

قد يتسائل البعض عن حكم التقبيل في رمضان، والجواب على ذلك أنّه قد اختلف العلماء في حكم التقبيل في رمضان، فقد فرق البعض بين الشيخ الكبير وبين الشاب، وبين إذا يستطيع الصائم أنّ يملك نفسه أم لا، وفيما يأتي بيان ذلك:[٣]

المجيزون بضوابط

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى جواز التقبيل في رمضان إذا كانت بقصد الرحمة أو الوداع أو ما شابه ذلك وليس بقصد اللذة والشهوة، ودليل ذلك ما رويَ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ، في رَمَضَانَ، وَهو صَائِمٌ"،[٤] وكان هذا في صيام التطوع وفي شهر رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقبِّلُ بعضَ نسائِه وهو صائمٌ قُلْتُ لعائشةَ: في الفريضةِ والتَّطوُّعِ؟ قالت عائشةُ: في كلِّ ذلك في الفريضةِ والتَّطوُّعِ"،[٥] أما إن كانت القبلة بشهوة، ولا يأمن على نفسه من الجماع والإنزال فتكره القبلة عند جمهور العلماء.

القائلون بالكراهة

ذهب المالكية إلى كراهة التقبيل في رمضان، حيث قالوا بكراهة التقبيل في رمضان حتى لو عُلمت السلامة من إنزال المذي والمني، أما إذا لم تُعلم السلامة من ذلك فيكون الحكم على التحريم، فيكون بذلك قول المالكية على كراهة التقبيل مطلقًا إذا أمن المرء على نفسه من الإنزال، وعلى التحريم إذا لم يأمن على نفسه.

أقسام التقبيل

ينقسم التقبيل إلى عدة أقسام فهنالك التقبيل المشروع وغير المشروع، فمن التقبيل المشروع تقبيل الحجر الأسود، حيث يسن للمعتمر والحاج تقبيله عند الطواف، كما أنّه يُسن تقبيل كل من يستحق الاحترام والتقدير من الناس مثل: الوالدين والأبناء والعلماء وغيرهم، وذلك لإظهار المودة والرحمة بهم، فعن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "ما رأَيْتُ أحَدًا أشبَهَ سَمْتًا ودَلًّا وهَدْيًا برسولِ اللهِ في قيامِها وقعودِها مِن فاطِمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَتْ: وكانَتْ إذا دخلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام إليها فقبَّلها وأجلَسها في مجلِسِه، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخَل عليها قامَتْ مِن مجلِسِها فقبَّلَتْه وأجلَسَتْه في مجلِسِها"،[٦] كما يجوز تقبيل الميت، كما أنّ من المشروع تقبيل المصحف، وقد رويَ ذلك عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، أما التقبيل غير المشروع فيكون للمرأة الأجنبية، فلا يجوز لمس أو تقبيل المرأة الأجنبية.[٧]

المراجع

  1. "التقبيل"، www.almaany.com، 2020-05-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
  2. "تقبيل"، al-maktaba.org، 2020-05-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
  3. "أثر التقبيل على الصيام"، al-maktaba.org، 2020-05-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1106، حديث صحيح.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3545، حديث صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3872، حديث صحيح.
  7. "أقسام التقبيل"، al-maktaba.org، 2020-05-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-10.
11823 مشاهدة
للأعلى للسفل
×