حكم التنبؤ بالمستقبل

كتابة:
حكم التنبؤ بالمستقبل

التنبؤ بالمستقبل

التنبؤ بمعناه العام هو التوقع، والتنبؤ بالمستقبل يدل على توقع ما هو آتٍ، وما سيحدث في الأيام القادمة، وهو نوعين أحدهما توقع ما سيحصل على سبيل الظن وليس الجزم ومنشأ هذا الظن التجارب والأحداث السابقة، وهذا من قبيل المنطق أيضًا فعند تكرار الظروف طبيعي أن تتكرر النتائج، ويتفرع عنه التنبؤ المبني على المؤشرات كالتنبؤ بحالة الطقس مثلًا[١]، وهذا التنبؤ جائز وليس بمحرم لأنه على سبيل الظن وليس القطع وليس فيه ادعاء علم الغيب، أما النوع الثاني فهو التنبؤ بالمستقبل بدون الاستناد إلى دليل أو تجربة وإنما هو محض ادعاء لعلم الغيب، وهو المقصود في هذا المقال، وفي الفقرة التالية سيتم الحديث عن حكم التنبؤ بالمستقبل.

حكم التنبؤ بالمستقبل

ذُكر في الفقرة السابقة أن التنبؤ بالمستقبل نوعان وأن الحديث سيكون عن النوع الثاني فقط الذي يمكن تسميته ادعاء علم الغيب، وسيتم بيان حكم التنبؤ بالمستقبل المندرج تحت هذا الباب، ويتفرع عن هذا النوع عدة موضوعات وأشكال، لكن هذا المقال لن يتناول إلا جانبين اثنين وهما حكم العرافة والكهانة وحكم التنبؤ بالمستقبل عن طريق قراءة الأبراج وذلك لصعوبة حصر جميع الجوانب والتفصيل في أحكامها:

حكم العرافة والكهانة

إن العرافين والكهان هم الذين يدعون علم الغيب بدون دليل، وفي ذلك اعتداء وجرأة على علم الله عز وجل قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ }[٢]، وإضافةً إلى ذلك فهم يتخذون وسائل وطرق مخالفة للإسلام كالسحر والشعوذة والاستعانة بالشياطين أحيانًا، وحكم فعلهم هذا الحرمة قطعًا وقد يصل إلى درجة الشرك في بعض الأحوال، وقد حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الذهاب إليهم وسؤالهم عن المستقبل وبيّن حرمة هذا الفعل وخطورته في أحاديث كثيرة منها "مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً."[٣][٤]

حكم التنبؤ بالمستقبل عن طريق قراءة الأبراج

تعتمد الأبراج بصورة أساسية على اليوم الذي يولد فيه الإنسان، وهي من المواضيع القديمة الحديثة فقد ذُكرت في الحضارات القديمة وتكلموا بشأنها وقامت بعض العلوم المتفرعة منها كمعرفة صفات الإنسان أو توقع ما سيحدث له في المستقبل من خلال برجه، وللأبراج تقسيمات متعددة ليس هنا مجال ذكرها، وإنما بالنسبة لحكم التعاطي معها فهو على درجات منه ما هو غير مستحب مثل ادعاء معرفة صفات الإنسان من خلال برجه، أما مجرد قراءتها على سبيل التسلية بدون تصديق فيدخل في باب النهي والمعصية، فإذا اعتقد الإنسان صحتها وقام بتصديقها وتحرّى معرفة ما سيحصل له في المستقبل من خلال ما يقول له حظه اليوم فهو حرام قطعًا قد يصل إلى حد الشرك والعياذ بالله.[٥]

علم الفراسة

يندرج علم الفراسة تحت فكرة التنبؤ بالمستقبل، فهو توقع واستشراف لما سيحدث أو لأمور غير ظاهرة للعيان كمعرفة صلة القرابة بين شخصين بدون علم مسبق وإنما نتجت هذه المعرفة من الملاحظة والتحليل، وقد اشتهر كثير من العرب والمسلمين بهذه الميزة ولعلَّ من أبرزهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-[٦] والإمام الشافعي رحمه الله، وهي وإن كانت من الأمور التي يمكن أن يعبّر عنها بمعرفة أمور غيبية إلا أنها لا تدخل في دائرة التحريم بل على العكس فهي صفة تدل على حدّة ذكاء وبصيرة ومنحة من الله عز وجل.[٧]

المراجع

  1. " حكم توقع المرء بما سيحصل في المستقبل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
  2. سورة النمل، آية: 65.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، الصفحة أو الرقم: 2230.
  4. "حكم إتيان العرافين وسؤالهم"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
  5. "حكم معرفة طبائع الناس وصفاتهم من خلال أبراجهم"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
  6. "فصل في نماذج من الفِراسة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
  7. "حكم تعلم الفراسة"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-06-2019. بتصرّف.
2300 مشاهدة
للأعلى للسفل
×