حكم التهنئة بقول عيد مبارك

كتابة:
حكم التهنئة بقول عيد مبارك

حكم التهنئة بقول: عيد مبارك

أكرم الله تعالى المسلمين بعيدين مباركين؛ الأضحى والفطر، وممّا يزيد فرحهم تبادل التهاني فيه، فما هو حكم التهنئة في العيد؟ وما صِيَغه والحكمة منه؟ هذه التساؤلات يُجيب عنها المقال.

إنّ من آداب العيد تبادل التّهاني بين المسلمين الّتي تُعدّ من مكارم الأخلاق،[١] وقد دلّ على مشروعيّتها فعل أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما ورد عنهم: (كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ)،[٢] ويجوز فيها كلّ ما تعارف عليه النّاس، كقولهم: عيد مبارك، وغيرها من الصّيغ المتعارفة.[٣]

وقد ذهب الفقهاء الأربعة إلى مشروعيّة التّهنئة بالعيد؛ لفعل أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك كما بيّنا سابقاً،[٤] وشُرع في العيد إبراز مظاهر الفرح والسعادة؛ ليعلم الناس أنّ في ديننا فسحة؛ فقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِتَعْلَمَ يهودُ أنَّ في دينِنا فُسْحةً)،[٥] وممّا يزيد من فرحة المسلمين بحلول أعيادهم مشاركة أهليهم وأحبابهم في فرحتهم، كالتّهنئة والتّبريك وزيارة بعضهم، ممّا يوثّق علاقتهم الاجتماعيّة فيما بينهم.

حكم التّهنئة بالعيد

تضافرت كلمة الفقهاء على مشروعيّة التّهنئة بالعيدين، وقالوا باستحبابها؛ لفعل أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك،[٦] وعلى فرض عدم ورودها عن الصّحابة، فالتّهنئة من الأمور الّتي تعارف عليها النّاس، وهم يهنّئون بعضهم على كلّ أمر يسرّ؛ كالتّهنئة بقدوم المولود، والنّكاح، والتّخرّج، وغيرها؛ لما في ذلك من إظهار معاني الأخوّة والمحبّة بين المسلمين، وتجدّد الصّلات والرّوابط بينهم، وبخاصّة بين الأسرة والأرحام،[٧] فلا حرج أن يقول المسلم لأخيه "تقبّل الله منّا ومنكم" وغير ذلك؛ لأنّه من الدّعوات الطيّبة المتبادلة بينهم.[٨]

صيغ التّهنئة بالعيد

ليس للتهنئة بالعيد صيغة مخصوصة، بل يجوز فيها كلّ ما تعارف عليه النّاس، فهي ليست محصورةً بما ورد عن الصّحابة -رضوان الله عليهم- من قولهم: "تقبّل الله منّا ومنكم"، بل يجوز تبادل التّهاني بأيّ صيغةٍ كانت دون تقييد، فلا مانع من التّهنئة بقول: كلّ عام وأنتم بخير، وعيد مبارك، وعيدكم مبارك، وجعل الله عيدكم مباركًا، وغيرها من الصّيغ المتعارف عليها.[٩]

الحكمة من التهنئة بالعيد

إنّ التّهنئة بالعيد يظهر فيها معاني الأخوّة والمحبّة، وتتجدّد فيها الصّلات والرّوابط، وخاصّة بين الأسرة والأرحام، ومن مظاهر تعظيم هذه الشّعيرة؛ تبادل التّهاني بين المسلمين، فهي تعدّ من مكارم الأخلاق التي تجلب التّراحم والتّعاطف بينهم،[٦] والتهنئة لغة بخلاف التعزية والحزن، "يقال: هنّأه بالولاية؛ أي شاركه بالفرح في ذلك، أما التهنئة اصطلاحاً: فلا يخرج معناها عن المعنى اللّغوي، فهي تُشبه التّبريك والتّبشير.[١٠]

المراجع

  1. محم المنجد، موقع إسلام سؤال وجواب، صفحة 50. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في تمام المنة، عن جبير بن نفير، الصفحة أو الرقم:354، إسناده صحيح.
  3. عبد العزيز بن باز، "صفة التّهنئة بالعيد"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلّفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة، صفحة 99-100. بتصرّف.
  5. رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد، عن عائشة رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم:349، حكم المحدث إسناده حسن.
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، الموشوعة الفقهية الكويتية، صفحة 97. بتصرّف.
  7. محمد بن إبراهيم، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 666. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلّفين، مجلة البحوث الإسلاميّة، صفحة 61. بتصرّف.
  9. محمد صالح المنجد (25-11-2003)، "حكم التهنئة بالعيد والمصافحة والمعانقة بعد الصلاة "، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2021. بتصرّف.
  10. محمد صالح المنجد، سلسلة الآداب، صفحة 3. بتصرّف.
5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×