حكم الطواف والسعي والبقاء في الحرم للحائض

كتابة:
حكم الطواف والسعي والبقاء في الحرم للحائض

حكم الطواف والسعي والبقاء في الحرم للحائض

في هذا المقال بيانٌ لحكم الشرع في طواف الحائض بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة، وهل يجوز لها البقاء في الحرم؟

حكم الطواف للحائض

إنّ للطواف في الحجّ نوعان، هما: طواف الوداع وطواف الإفاضة، فأمّا طواف الوداع؛ فلا يجب على الحائض، ولا يطلب منها أن تعود إلى مكة لأداء طواف الوداع خلافًا لطواف الإفاضة الذي لا يجزئ الحجّ إلاّ بالإتيان به، والدّليل على ذلك ما رواه ابن عبّاس: "أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ"،[١] ومن الأدلّة أيضًا: عدم طواف صفيّة بنت حيي زوجة الرّسول -عليه السّلام- للوداع، لكنّها طافت للإفاضة؛ لأنّه واجبٌ، والخلاصة أنّ طواف الوداع يسقط عن الحائض،[٢] وأمّا طواف الإفاضة فيلزمها استيفاؤه وأداؤه بعد طهرها من الحيض، وإن كان لا يمكنها البقاء حتّى تطهر؛ فذهب الحنفية إلى أنّها تطوف وتجبر ما كان من طوافها دون طهارة بذبحٍ.[٣]

حكم السعي للحائض

لا يصحّ للمرأة الحائض السعي بين الصفا والمروة إلا بعد طهرها، إلّا أنّها لو كانت قد طافت ثمّ جاءها الحيض بعد الطواف فلها أن تسعى؛ لأنّ مكان السّعي ليس مسجدًا كما أنّ السعي بين الصّفا والمروة ليس من شروطه الاغتسال من الحيض، وأمّا إن حاضت قبل الطّواف فسعيها لا يُجزئ؛ لأنّ السّعي يأتي بعد الطّواف وليس قبله وهذا ما رآه جمهور الفقهاء، ممّا يعني أنّ الطّواف يلزمه الطّهارة والاغتسال، لذلك لا يجوز للمرأة الحائض أن تطوف، فمن باب أولى عدم جواز سعيها بما أنّ الحيض أتاها قبل الطّواف، ومن الجدير بالذّكر أنّ المرأة إن حاضت فور انتهائها من الطّواف فلها أن تسعى؛ لأنّها بدأت الطّواف وهي طاهرةٌ.[٤]

حكم البقاء في المسجد الحرام للحائض

ذهب جماهير أهل العلم بما فيهم أئمة المذاهب الأربعة إلى القول بحرمة بقاء الحائض في المسجد الحرام وغيره من المساجد، في حين ذهب الظاهرية إلى القول بجواز بقاء الحائض في المسجد، وهو ما اختاره المزني من الشافعية.[٥]

حكم الحج والعمرة للحائض

وبعد أن تمّ الحديث عن بعض الأحكام المتعلّقة بالحج والعمرة في حقّ الحائض، لا بُد من الحديث عن حكم الحجّ والعمرة في حقها، فحكم الحجّ في حقّ المرأة الحائض يُنظر فيها إلى الوقت الذي حاضت فيه المرأة، فالحجّ يبدأ من الإحرام، فإن حاضت المرأة قبل أن تُحرم، أي قبل وصولها إلى الميقات، فلا حرج لها أن تُحرم؛ لأنّ تأخير الإحرام لا يجوز، كما أنّ مكان الإحرام ليس مسجدًا لمنع الحائض من الدّخول إليه، وبعد انتهائها من الإحرام ووصولها إلى مّكّة لأداء الأركان، فتفعل ما يفعل الحاجّ أو المُعتمر باستثناء الطّواف والسعي بين الصفا والمروة، حيث تؤدّي هذان الرّكنان بعد انتهائها من فترة الحيض، لذلك تفعل المرأة الحائض جميع ما يفعله باقي الحجّاج؛ كرمي الجمرات والمبيت في المزدلفة والوقوف بعرفة باستثناء الطّواف والسّعي.[٦]

وجديرٌ بالذّكر أنّ الحجّ لا تكتمل صحّته إلاّ بطواف الإفاضة؛ لذلك عليها البقاء في مكّة لحين الطّهر لاستيفاء الطّواف إذا حاضت المرأة قبل الطّواف، وأمّا إذا حاضت بعد الطّواف فحجّها مجزئ ويسقط عنها طواف الوداع، وأمّا بالنّسبة للعمرة فإنّها تحُرم كالحجّ، وطواف الوداع يسقط عنها، والخلاصة أنّ أحكام العمرة في حقّ المرأة الحائض لا تختلف عن الأحكام المتعلّقة في حقّها بالحجّ، والخلاصة أنّ حكم الحج والعمرة للحائض جائزٌ بشرط استيفاء طواف الإفاضة في الحجّ والسّعي عند طهرها.[٦]

تعريف الطواف وحكمه

يعرّف الطّواف في اللّغة بأنّه: دوران الشّيء، وأمّا في الاصطلاح: هو دوران المُسلم حول الكعبة بطريقة محدّدة، والطّواف مشروع في القرآن والسّنّة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)،[٧][٨] حيث يبدأ الطائف طوافه من الزاوية التي يقع فيها الحجر الأسود، فيقبّل الحجر إذا استطاع ذلك دون الإضرار بالناس، ومن ثمّ يجعل جانبه الأيسر إلى جانب الكعبة ويبدأ الطواف، ثم يمشي حول الكعبة مرورًا بالرّكن اليماني حتى يصل إلى الحجر الأسود، وهو المكان الذي بدأ منه الطواف، وبهذا يكتمل شوطٌ واحدٌ له، ثم يكرر هذا الفعل حتى ينتهي من الأشواط السّبعة.[٩]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1755، حديث صحيح.
  2. "أحكام الحائض في الحج"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  3. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 285. بتصرّف.
  4. "هل تسعى وهي حائض"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  5. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 205.
  6. ^ أ ب "ما تفعل المرأة الحائض بالحج"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:125
  8. "تعريف الطواف ومشروعيته"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  9. "ابتداء الطواف قبل محاذاة الحجر الأسود"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
3949 مشاهدة
للأعلى للسفل
×