القتل في الإسلام
الحفاظ على النفس من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام للحفاظ عليها، لذلك فالقتل في الإسلام من الكبائر التي تُهلك صاحبها لما في القتل من ظلم وعدوان على حقوق الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ"،[١] ولقد توعد الله -تعالى- القاتل بالغضب واللعن والعذاب العظيم، فقد قال سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}،[٢] ومما يؤكد على خطورة القتل أنّ أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".[٣][٤]
حكم القاتل في الإسلام
في الحديث عن حكمِ القاتل في الإسلام لا خلاف في قتل القاتل عمدًا، فقد قال الله تعالى:{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}،[٥] وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗفَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،[٦] وقد جعل الإسلام الخيار لأهل الميت بين القتل وبين العفو، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قُتِلَ له قَتِيلٌ فَهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إمَّا أنْ يُفْدَى، وإمَّا أنْ يُقْتَلَ"،[٧] ويجوز العفو مقابل دفع الدية أو من غير دفعها.[٨]
أسباب عقوبة القتل في الإسلام
بعد الحديث عن حكم القاتل في الإسلام، من الجدير الحديث عن أسباب عقوبة القتل في الإسلام، فقد بيَّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هذه الإسباب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ"،[٩] والثيب الزاني هو المتزوج أو الذي سبق له الزواج ووقع في الزنا، وأما القاتل الذي يزهق أرواح الناس ويعتدي عليهم فيستحق عقوبة القتل وكذلك، وأما المرتد عن الإسلام فيستحق القتل بعد أن يُستتاب؛ وأسباب عقوبة القتل تتعلق بالعرض والنفس والدين، وكلها من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام للحفاظ عليها.[١٠]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857، حديث صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية: 93.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 6862، حديث صحيح.
- ↑ "تحريم القتل"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 45.
- ↑ سورة البقرة، آية: 178.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1355، حديث صحيح.
- ↑ "إيجاب القصاص في العمد"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1676، حديث صحيح.
- ↑ "متى يحل دم المرء المسلم؟"، al-maktaba.org، 17-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2020. بتصرّف.