حكم المداعبة الفموية في رمضان

حكم المداعبة الفموية في رمضان

هل يختلف حكم المداعبة الفموية في رمضان ما بين الشيخ والشاب؟

لقد اختلف الفقهاء في حكم المداعبة الفموية في رمضان، وعلى ذلك كان رأيهم:

المداعبة بلا إنزال

ويعني تقبيل الزوجة ومداعبتها ومباشرتها دون الإيلاج ودون نزول المني، وقد اختلف الفقهاء والصحابة في ذلك فرخّص بعضهم -ومنهم ابن عباس- بالمداعبة للرجل الكبير في السن ولم يرخصوا بها للشاب؛ حتى يسلم صومه، وقال آخرون إنَّ المداعبة تُنقص من أجر الصيام ولكنّها لا تفسده، وقال الشّافعي وسفيان الثوري إنّه إن استطاع الرجل أن يملك إربه فلا بأس له أن يُداعب ويقبل، وذهب المالكية إلى كراهة التقبيل والمداعبة في رمضان، وقالوا لو تحرّك ذكره ولو لم ينزل منه مذي أو مني فقد فسد صيامه وعليه القضاء، وأباح المداعبة نفر من الصحابة من بينهم أبو هريرة وسعد بن أبي وقاص.^[١]

المداعبة مع إنزال

لو داعب الرجل امرأته فكان منه إنزال للمني فقد فسد الصيام على قول المذاهب الأربعة؛ لأنَّ إنزالها قد حدث بمباشرة وهو أشبه بإنزال الجماع دون الفرج، أمَّا لو نزل المذي من المباشرة فلا يفسد الصيام على المذهب الشافعي والحنفي، ويفسد على المذهب الحنبلي والمالكي؛ لأنَّ خروج المذي تخللته شهوة مثل المني.^[٢]

حكم الجنس الفموي في رمضان

ما هو الجنس الفموي؟

هو مباشرة الأعضاء التناسلية بالفم سواء كان ذلك من قبل الرجل أو المرأة، وأما حكمه في رمضان فهو كما يلي:

حكم الجنس الفموي بلا إنزال في رمضان

قال بعض أهل العلم إنّ مباشرة العضو التناسلي بالفم هو إهانة لوجه الإنسان ومنافاة لتكريم الله -تعالى- له، فلذلك ينبغي للمسلم أن يترفع عن ذلك الفعل سواء كان ذلك في رمضان أو كان في غيره، وقد ذكر الخطيب الشربيني في كتابه مغني المحتاج إنّ "التضمخ بالنجاسة حرام"، ولو باشر أحد منهما فرج الآخر بفمه فذلك أدعى لوصول النجاسة إلى الجوف،^[٣] وأمّا من ناحية إفساده للصيام فإنّه يأخذ نفس حكم المداعبة الفموية بلا إنزال.^[١]

حكم الجنس الفموي مع إنزال في رمضان

يأخذ الجنس الفموي نفس حكم المداعبة الفموية من ناحية الإنزال وتأثيره على الصيام، فلو أنزل لفسد صيامه ولو أنزل المذي فقط فقد فسد صومه على رأي الحنابلة والمالكية، ولم يفسد على رأي الشافعية والحنفية.^[٢]

هل المداعبة بين الزوجين تبطل الوضوء؟

حالة نزول المذي

قد ينتج عن المداعبة بين الزوجين نزول المذي فهو عندها ناقضٌ للوضوء ولا يُمكن الصلاة قبل التطهر منه؛ بحيث يُغسل الذكر ويتم الوضوء، وقد ذهب المالكيّة إلى أنّ المذي إن كان قد خرج بشهوة فإن الواجب بحق صاحبه هو الغسل إلّا أن يكون نزوله "سلسًا لاَزِمًا كُل يَوْمٍ وَلَوْ مَرَّةً" فعندها يُعفى من ذلك.^[٤]

حالة نزول المني

اتفق الفقهاء على أنَّ المداعبة بين الزوجين المؤدية إلى خروج المني موجبة للغسل، ويتعين على صاحبه الاغتسال منه حتى يتطهّر للعبادة، ولا يجزئه الوضوء، واستندوا على حكمهم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أم سليم لمّا سألته: "هلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا".^[٥][٦]

كما يمكنك التعرّف على بقية مبطلات الصيام للزوجين بالاطلاع على هذا المقال: مبطلات الصيام بين الزوجين

المراجع

1. ^ ^{أ ب} محمود عبد اللطيف عويضة، كتاب الجامع لأحكام الصيام، صفحة 252. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} الموسوعة الفقهية الكويتية، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 268. بتصرّف.
3. ↑ "حكم الجنس الفموي في رمضان"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2021. بتصرّف.
4. ↑ مجموة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 315. بتصرّف.
5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:130، حديث صحيح.
6. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 143. بتصرّف.