حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد

كتابة:
حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد


وقت إخراج زكاة الفطر

يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من "غروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أول ليلة من شهر شوال، على الراجح من أقوال العلماء، وهو قول جمهور الفقهاء، وقال الحنفية تجب بطلوع فجر يوم العيد، هذا وقت الوجوب، وقال الفقهاء يجوز تقديمها عن وقت الوجوب، فعند الحنفية يجوز تعجيلها من أول العام، وعند الشافعية يجوز تعجيلها من أول شهر رمضان، وعند المالكية والحنابلة يجوز تقديمها بيوم أو يومين".


وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يعجلونها بيوم أو يومين أو ثلاثة، مراعاة لظروف الفقراء وأحوالهم وحتى يتسنى لهم الانتفاع بها قبل العيد، ويوضح أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تأديتها قبل خروج الناس إلى الصلاة أن إخراجها عن الصلاة لا يجوز، وتخرج من معنى صدقة الفطر إلى معنى الصدقة العادية.[١]


وثبت عنِ ابنِ عبَّاسٍ أن رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- قال: (زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ).[٢]


ولا يجوز تأخيرها إلا للضرورة كأن يحضر الإنسان الزكاة ليعطيها للفقير قبل صلاة العيد فيعاجله وقت الصلاة فعليه أن يصلي أولاً، ثم يعطيها له بعد الصلاة، ويدخل في باب الضرورة إذا أتى الفقير فلم يجده فانتظره حتى يعود ظهراً فأعطاه.


الحكم الشرعي لزكاة الفطر

تعتبر صدقة الفطر من العبادات المحددة بوقت معين وهي فريضة من الفرائض في الدين الإسلامي، فهي تربي المسلم على العطاء والإنفاق في سبيل الله، وتحميه من العادات السيئة كالشح والبخل، فهي مطهرة للنفس الإنسانية، وقد شرع لها وقت معين هو قبل عيد الفطر السعيد، ويكره تأخيرها إلى ما بعد ذلك الوقت، فمن أخرها فإن ذلك لا يسقطها عنه وتبقى في ذمته كالدين.


تعد زكاة الفطر فريضة عند جمهور أهل العلم، وذكر الدكتور حسام عفانة دلائل على ذلك عندما سئل عن فتوى تأخيرها، ومنها حديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة).[٣]


وما يدلل على وجوب صدقة الفطر حديث أبي سعيد الخدري حيث قال: (كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ).[٤]


موقف العلماء حول فرضية صدقة الفطر

تعد صدقة الفطر فرض على كل مسلم غني أو فقير، حيث قال الحافظ أبو بكر بن المنذر: "أجمع عوام أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض، وممن حفظنا ذلك عنه من أهل العلم محمد بن سيرين وأبو العالية والضحاك وعطاء ومالك وسفيان الثوري والشافعي وأبو ثور وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي وقال إسحاق هو كالإجماع من أهل العلم".



المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني ، كتاب زكاة الفطر، صفحة 11. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في الزكاة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1609، حسن.
  3. رواه البخاري، في الزكاة، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1503، صحيح.
  4. رواه البخاري، في الزكاة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1508، صحيح.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×