حكم تربية الكلاب

كتابة:
حكم تربية الكلاب

الرفق بالحيوان في الإسلام

إنَّ الإسلام دينُ السَّلام والرحمة والرأفة، الرحمة التي لم تقتصر على بني آدم، بل اتسعت لتشمل الرحمة بكلِّ خلق الله تعالى من حيوان ونبات، كما حرَّم الإسلام الظلم وحاربه، ولم يقتصر تحريم الظلم على تحريمِهِ بين البشر بل حرَّم ظلم الحيوانات أيضًا، ودعا إلى الرحمة والرفق في التعامل مع الحيوان، وكثيرة هي النصوص الصحيحة التي دعتْ إلى التعامل مع مخلوقات الله بلين ورحمة، فعن سهل بن الحنظلية الأنصاري أنَّه قال: "مرَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ببعيرٍ قد لحِقَ ظَهْرُهُ ببطنِهِ فقالَ اتَّقوا اللَّهَ في هذهِ البَهائمِ المعجَمةِ فاركَبوها صالِحةً وَكُلوها صالحةً"،[١]وهذا المقال سيسلِّط الضوء على حكم تربية الكلاب في الإسلام.[٢]

حكم تربية الكلاب

في الحديث عن حكم تربية الكلاب في الإسلام، إنَّ الأصل في حكم تربية الكلاب في الإسلام هو المنع، ودليل ذلكَ ما جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إلَّا كَلْبَ ماشِيَةٍ، أوْ صَيْدٍ، أوْ زَرْعٍ، انْتَقَصَ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ، قالَ الزُّهْرِيُّ: فَذُكِرَ لاِبْنِ عُمَرَ قَوْلُ أبِي هُرَيْرَةَ، فقالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أبا هُرَيْرَةَ كانَ صاحِبَ زَرْعٍ"،[٣]ويحلُّ للإنسان تربية الكلب إذا كان بحاجة إليه كأنْ يحتاجه في الصيد أو يحتاجه لحماية زرع أو ماشية، وهي رخصة آتاها الله تعالى لعباده، قال الإمام النووي في هذه المسألة: "رخَّص النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في كلب الصَّيد وكلبِ الغنم، وفي الرِّواية الأخرى: وكلبِ الزَّرع، ونهى عن اقتناء غيرها، وقد اتفق أصحابُنا وغيرهم على أنه يحرم اقتناء الكلب لغير حاجة، مثل أن يقتني كلبًا إعجابًا بصورته، أو للمفاخرة به، فهذا حرام بلا خلاف".[٤]

وإنَّما الحكمة في هذا التشديد في حكم تربية الكلاب هي أنَّ الكلب من الحيوانات النجسة والتي قد تؤذي المكان الذي تعيش فيه بنجاستها وقذارتها، وقد أمر رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بغسل الإناء الذي يلغُ فيه كلب سبع مرات، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قولَهُ: "يُغْسَلُ الإِنَّاءُ إذا ولغ فيه الكَلْبُ سبعَ مراتٍ آخرُاهُنَّ أو أولاهُنَّ بالترابِ، وإذا ولغَتْ فيه الهرةُ غسِلَ مَرَّةً"،[٥]والله تعالى أعلم.[٦]

حكم بيع الكلاب

بعد التفصيل في حكم تربية الكلاب في الإسلام، من الجدير بالذكر إنَّ بيع الكلاب من الأمور التي نهى عنها الإسلام تمامًا ولو كان الكلب مما يجوز اقتناؤه أي للصيد أو حراسة الزرع أو الماشية، والأدلة على تحريم بيع الكلاب كثيرة، ومنها ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وأورده الألباني في صحيح أبي داوود، قال: "نَهَى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عن ثمنِ الكَلبِ، وإن جاءَ يطلبُ ثمنَ الكَلبِ فاملأ كفَّهُ ترابًا"،[٧]وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "نَهَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن ثَمَنِ الكَلْبِ، ومَهْرِ البَغِيِّ، وحُلْوَانِ الكَاهِنِ"،[٨]والله تعالى أعلم.[٩]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن سهل بن الحنظلية الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 2548، حديث صحيح.
  2. "الرفق بالحيوان في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1575، حديث صحيح.
  4. "حكم اقتناء الكلاب وتربيتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 8116، حديث صحيح.
  6. "تربية الكلاب"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3482، حديث إسناده صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5761، حديث صحيح.
  9. "تحريم بيع الكلب"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
3817 مشاهدة
للأعلى للسفل
×