تعريف تحية المسجد
يمكن تعريف تحية المسجد في الإسلام بأنَّها الصلاة التي يؤديها المسلم عند دخوله المسجد، وهي ليست من الصلوات الواجبة في الإسلام، وقد وردتْ تحية المسجد في سنة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث روى أبو قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- عن رسول الله أنَّه قال: "إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ"،[١] فمن دخل المجلس متوضئًا، وهو يريد الجلوس فعليه أن يؤدي هذه التحية، فهي سنَة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على حكم ترك تحية المسجد في الإسلام، كما سيتم الحديث أيضًا عن فضل تحية المسجد.[٢]
حكم ترك تحية المسجد
إنَّ تحية المسجد -كما ورد سابقًا- هي أن يصلِّي المسلم ركعتين تحيةً للمسجد إذا دخل المسجد متوضئًا مُريدًا للجلوس، أمَّا حكم تحية المسجد في الإسلام فهي سنَّة مؤكدة وليست واجبة على المسلمين، حيث قال الإمام النووي رحمه الله: "أجمع العلماء على استحباب تحية المسجد، ويكره أن يجلس من غير تحية بلا عذر؛ لحديث أبي قتادة المصرح بالنهي..."، وعليه فإنَّ حكم ترك تحية المسجد هو أنَّه يكره على المسلم أن يجلس دون أن يؤدي تحية المسجد إن لم يكن له عذر في تركه لها، ولأنَّ تحية المسجد سنَّة من سنن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنَّ تاركها لا يأثم فهي ليست واجبة على المسلمين، حيث قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "القول بوجوب تحيَّة المسجد قول قوي، ولكنَّ الأقرب القول بأنها سنة مؤكدة"، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة ما يأتي: "السنَّة لمن دخل المسجد في أيِّ وقت أن يصلي تحية المسجد"، والدليل على أنَّها سنَّة مؤكدة ما ورد في صحيح الإمام البخاري، عن رسول الله أنَّه قال: "إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ"،[١] والله تعالى أعلم.[٣]
فضل تحية المسجد
بعد الحديث عن حكم ترك تحية المسجد، جدير بالقول إنَّ فضل تحية المسجد يظهر من خلال حثِّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين على أدائها، فقد ذُكرتْ تحية المسجد في السنة النبوية في حديث الحارث بن ربعي أبي قتادة الذي قال: "دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَالِسٌ بيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، قالَ: فَجَلَسْتُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ما مَنَعَكَ أَنْ تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ؟ قالَ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ، قالَ: فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فلا يَجْلِسْ حتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ"،[٤] كما أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- دعا المسلمين إليها في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: "أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المَسْجِدِ -قالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قالَ: ضُحًى- فَقالَ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وكانَ لي عليه دَيْنٌ، فَقَضَانِي وزَادَنِي"،[٥]، والله تعالى أعلم.[٦]
المراجع
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1163، حديث صحيح.
- ↑ "الحالات التي تسقط فيها تحية المسجد"، www.islamweb.net، 2020-05-07. بتصرّف.
- ↑ "حكم تحية المسجد"، islamqa.info، 2020-05-07. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:714، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2394، حديث صحيح.
- ↑ "باب الحث على صلاة تحية المسجد"، kalemtayeb.com، 2020-05-07. بتصرّف.