حكم توزيع زكاة المال على الأقارب

كتابة:
حكم توزيع زكاة المال على الأقارب


حكم توزيع زكاة المال على الأقارب

الزكاة النماء والزيادة والتطهير،[١]وفي الشرع يراد بها حق يجب في المال الذي بلغ نصابا معينا بشروط مخصوصة، لفئة مخصوصة،[٢] وحكم توزيع الزكاة على الأقارب كما يأتي:[٣]

حكم إعطاء الزوجة زكاة المال

لا يجوز إعطاء الزكاة الواجبة للزوجة بإجماع العلماء، وذلك؛ لأننفقة الزوجة واجبة على زوجها، وإذا إعطاء الزكاة الواجبة؛ فإن النفقة تسقط عنه، وهو بذلك يدفع عنه واجب النفقة.

حكم إعطاء الزوجة زكاة المال لزوجها

اختلف العلماء في حكم إعطاء الزوج الزكاة الواجبة، فذهب أكثرهم إلى أنه يجوز إعطاء الزوج الزكاة الواجبة، وذلك؛ لأن الزوجة لا تجب عليها النفقة لزوجها، فهي غير مكلفة بالنفقة عليه ودليل ذلك حديث زينب، حيث جاءت زينب، امرأة ابن مسعود، تستأذن عليه.[٤]

قيل: يا رسول الله، هذه زينب، فقال: (أي الزيانب؟) فقيل: امرأة ابن مسعود، قال: (نعم، ائذنوا لها) فأذن لها،[٤]قالت: يا نبي الله، إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي، فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود: أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم).[٤]

وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز إعطاء الزوج زكاة المال؛ لأنها تنتفع عندما تعطي زوجها الزكاة، فعندما يكون عاجزاً عن الإنفاق، يتمكن من الإنفاق عليها من خلال الزكاة.

حكم إعطاء الابن الزكاة لوالديه

لا يجوز إعطاء الزكاة الواجبة للوالدين إذا كانتنفقة الوالدين واجبة على الابن؛ لأنّ الابن ينتفع بدفع الزكاة إليهما، بمعنى أنه يتخلص من الزكاة بالنفقة، فالزكاة لا تدفع بها مغرمة، وهذا في حال إذا كانت النفقة واجبة على الابن، أما إذا كانت النفقة غير واجبة على الابن، وكان عاجزاً عن الإنفاق عليهما؛ فقد أجاز بعض العلماء إعطاء الزكاة للوالدين.

حكم إعطاء الزكاة للأبناء

لا يجوز إعطاء الزكاة الواجبة للأبناء في حال إذا كانت النفقة واجبة على الآباء، أما إذا كانت النفقة غير واجبة على الآباء للأبناء؛ فإنه يجوز إعطاء الزكاة الواجبة للأبناء.

حكم إعطاء الزكاة للأقارب غير الوارثين

الأقارب الذي ليس بينهم ميراث، يجوز دفع الزكاة إليهم، إن كان بينهم ميراث، كالأخوين اللذين يرث كل واحد منهما الآخر، فقد اختلف أهل العلم في ذلك فذهب بعضهم إلى يجوز إعطاء الزكاة، وذهب البعض الآخر إلى أنه لا يجوز إعطاء الزكاة.

وذهب فريق ثالث ففصّل إن كان أحدهما يرث الآخر، ولا يرثه الآخر، كالعمة مع ابن أخيها، والعتيق مع معتقه، فعلى الوارث منهما نفقة مورثه، وليس له دفع زكاته إليه، وليس على الموروث منهما نفقة وارثه، ولا يمنع من دفع زكاته إليه، وعن سلمان بن عامر -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الصدقة على المسكين صدقة، وإنها على ذي الرحم اثنتان: إنها صدقة، وصلة).[٥]

حكم صدقة التطوع للأقارب

يجوز إعطاء صدقة التطوع لجميع الأقارب باتفاق العلماء، سواء كانت النفقة واجبة على المصدق، أم لم تكن واجبة، سواء كان بينهم ميراث أم يكن بينهم ميراث.[٦]


المراجع

  1. مجموعة مؤلفين (1424)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 121، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي الجرجاني (1403)، الجرجاني (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 114، جزء 1. بتصرّف.
  3. موفق الدين بن قدامة، https://shamela.ws/book/8463/931#p1 https://shamela.ws/book/8463/932#p1 المغني، صفحة 482 483 484، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن زينب زوجة عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1462، حديث صحيح.
  5. رواه مسند الإمام أحمد بن حنبل، في أحمد بن حنبل، عن سلمان بن عامر، الصفحة أو الرقم:16235، صحيح لغيره.
  6. موفق بن قدامة (1388)، المغني، صفحة 492، جزء 2. بتصرّف.
8297 مشاهدة
للأعلى للسفل
×