محتويات
هل يجوز حضور الحائض لصلاة العيد؟
صلاة العيد في المصلّى
لا بأس من حضور المرأة لمكان إقامة صلاة العيد خارج المسجد؛ ولكنّها لا تُصلّي مع المصلين؛ وإنّما تستمع للخطبة وتؤمّن على الدّعاء، وممّا يدلّ على مشروعية ذلك قول أم عطية -رضي الله عنها-: (أُمِرْنَا أنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الحُيَّضَ والعَوَاتِقَ وذَوَاتِ الخُدُورِ قالَ ابنُ عَوْنٍ: أوِ العَوَاتِقَ ذَوَاتِ الخُدُورِ فأمَّا الحُيَّضُ: فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ).[١][٢]
وقد تعدّدت آراء الفقهاء في حضورها لمصلى العيد إلى قولين:[٢]
- القول الأول
اتفق الحنفية والشافعية على جواز حضورها لمصلى العيد؛ لأنه ليس بحكم المسجد.
- القول الثاني
قال الحنابلة يحرم عليها صلاة العيد في المصلى؛ لأنهم اعتبروا المصلى من المسجد.
صلاة العيد في المسجد
اتفق الفقهاء على عدم جواز مكث الحائض في المسجد،[٣] وخالفهم ابن حزم فأجاز لها ذلك،[٤] واستدلّ الفقهاء على منع مكوثها في المسجد بقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا)؛[٥] فالحيض يُعامل هنا معاملة الجنابة،[٣] ولها المرور بالمسجد إذا أمِنت من عدم نزول نجاسة فيه عند الحاجة.[٦]
ما كفارة صلاة الحائض؟
خصّ الله المسلمة الحائض بمجموعةٍ من الأحكام؛ مراعياً -جل في علاه- في ذلك حالتها الصحية والنفسية، وعلى المرأة الالتزام بهذه الأحكام واتباعها؛ لتنال رضا الله -تعالى-، ومن هذه الأحكام: أنه يحرم عليها الصلاة.[٧]
وإن فعلت ذلك متعمدةً حياءً من حيضها فلا تصحّ صلاتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ)،[٨] ولا يجوز لها تكرار ذلك، وعليها الاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى-.[٧]
أما إذا صلّت الحائض ناسية فلا إثم عليها، ولا يلزمها كفارة، وهذا من كرم الله على أمّته بأن غفر لهم النسيان، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تجاوزَ عن أمتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليهِ).[٩][١٠]
آداب خروج المرأة لصلاة العيد
إنّ للعيد وصلاته آدابٌ لا بدّ أن يحيط بها المسلم؛ ليكون تصرّفه فيها موافقًا للسُنّة، ولعمل السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان؛ فينال رضوان الله -تعالى-، ومن آداب العيد التي وردت في السنة النبوية ما يأتي:[١١]
- الغسل يوم العيد.
- التطيّب للرجال.
- التسوّك والتنظّف.
- لبس أحسن الثياب.
- الأكل قبل الخروج إلى عيد الفطر، وتأجيل الأكل إلى ما بعد صلاة العيد في عيد الأضحى، والأفضل في عيد الأضحى أن يأكل المسلم من ذبيحته إذا عاد من الصلاة.
- الخروج إلى مصلّى العيد مشيًا.
- الذهاب إلى صلاة العيد من طريقٍ والعودة من آخر.
- التبكير إلى صلاة العيد للمأموم.
- التّكبير في أثناء الذهاب إلى صلاة العيد مع التكبير.
- خروج النساء غير متطيّبات ولا متبرّجات.
ملخّص المقال: يستحب للحائض حضور صلاة العيد؛ شرط أن تكون خارج المسجد أو في المصليات، ولا تصحّ منها الصلاة أثناء حيضها؛ فإن فعلت ذلك ناسية لا إثم عليها، وإن فعلته متعمّدة فعليها الاستغفار والتوبة إلى الله.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:981، صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 323. بتصرّف.
- ^ أ ب "يحرم دخول الحائض المسجد"، دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2021. بتصرّف.
- ↑ أحمد عبد الغفار، تيسير أحكام الحيض، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:43
- ↑ "هل يجوز للحائض دخول المسجد لحضور مسابقة القرآن؟"، الإسلام سؤال وجواب، 1-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 5-9-2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين، صفحة 272. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1951، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7219، أخرجه في صحيحه.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3381. بتصرّف.
- ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الثانية)، الرياض: مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، صفحة 623. بتصرّف.