محتويات
حكم حلق شعر العورة للرّجل
العورة: هي كلُّ ما يجبُ تغطيتهُ وستره، ويقبح ظُهوره، ويُستحيى منه، فكُلُّ ما يسوء للإنسان إظهارهُ والنَّظر إليه يُسمّى عورةً، وهي مأخوذةٌ من العَوَر؛ أي العيب،[١] وأمّا الاستحداد: فهو حلق العانة، وهو الشَّعر الذي يَنبُت حول الفَرجِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّ ما يُستخدم في إزالته هو الحديدة، أو المُوس في الغالب، كما يُمكن إزالتهُ بالمُزيلات المُصنَّعة،[٢] وقد اتَّفق الفُقهاء على أنّ حلق العانة من السُّنن، ويجوز إزالتهُ بأيِّ طريقةٍ كانت، سواءً كان بالحلقِ أو النَّتفِ أو المُزيل الصناعي، ولكنَّهم اتَّفقوا على أنَّ الحلقَ أفضل في حقِّ الرِّجال.[٣]
ومن الأدلة التي تُثبت سُنّية حلق العانة وأنَّها من الفِطرة، قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ. قالَ زَكَرِيّا: قالَ مُصْعَبٌ: ونَسِيتُ العاشِرَةَ إلَّا أنْ تَكُونَ المَضْمَضَةَ. زادَ قُتَيْبَةُ، قالَ وكِيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ: يَعْنِي الاسْتِنْجاءَ)،[٤] وحدَّد النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ذلك بأربعين يوماً، لِقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً)،[٥][٦] والاستحداد -أي حلق العانة- من الأفعال المُستحبَّة؛ لأنَّها من الفِطرة، ويفحشُ تركُه، فكان من المُستحبِّ إزالته بأيِّ وسيلةٍ كانت،[٧] والأفضل حلقُها في كُلِّ أُسبوعٍ، ويكره تركها فوق الأربعين يوماً.[٨][٩]
الكيفية المسنونة لإزالة شعر العورة
تعددت أقوال الفُقهاء في كيفية إزالة شعر العورة، فذهب المالكيّة إلى أنّ السُنّة هي الحَلْق للرَّجال والنِّساء، ويكره النَّتف لهُما؛ لأنَّه من النَّمص المنهيِّ عنهُ، ويرى الحنفيّة والشافعيّة سُنيَّة الحلق للرِّجال، والنَّتفِ للمرأة، مع جواز الحلق أو النَّتف لِكلا الجنسين، وذهب الشافعيّة في قولٍ إلى أفضليّة النَّتف للمرأة الشَّابة، وإن كانت كبيرةً فالحلق أفضل، وأمّا الحنابلة فيرون الإزالة بأيِّ شيءٍ، والحلقُ أفضل؛ لأنَّ المقصود إزالة الشّعر، فبأيِّ طريقةٍ تم إزالتهُ فيها فقد حصل المقصود. والحلق: هو إزالة الشَّعر بالموس وغيره من الحديد، وأمّا النَّتف: فهو نزع الشَّعر بالمناتف،[١٠][٩] وأمّا ما يتعلَّق بآداب الحلق: فيُستحبُّ البدء في حلق العانة من تحت السُّرة، ويبدأ من الجانب الأيمن ثُمَّ الأيسر، وعدم إلقاء الشَّعر في الحمَّام أو الماء مع وجوب الاستتار عن النَّاس.[١١]
الحكمة من إزالة شعر العورة
حِكَمُ إزالة شعرِ العورة عديدةٌ، نذكر منها ما يأتي:[١٢][١٣]
- التَّمسُّك بِسُنَّة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، والحرص على صحَّة الإنسان وحيويَّه ونشاطه، والبُعد عن الإهمال.
- تمام النَّظافة والطَّهارة، والسُّهولة في الاستنجاء*، والابتعاد عن القذارة والنَّجاسة التي قد تَعلَق بالجسم.
- العناية بِمظهر الإنسان وهيئته.
- العناية برائحة الجسم ونظافته، كما أنّها توطّد العلاقة بين بين الزَّوجين.
_________________________________________
الهامش
*الاستنجاء: هو إزالة ما يخرج من السّبيلين، سواء بالغَسل أو المسح.[١٤]
المراجع
- ↑ عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (2011)، الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، الرياض: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 119، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1424 هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 14-15، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 233-234، جزء 29. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 261، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 258، صحيح.
- ↑ مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السقاف، الموسوعة الفقهية، الدرر السنية dorar.net، صفحة 21، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قدامة المقدسي (1388)، المغني، القاهرة: مكتبة القاهرة، صفحة 64، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 466، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 217، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أبو ضيف العتموني، الإستحداد (حلق العانة) وبعض ما يتعلق به من أحكام، صفحة 3-6. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 217-218، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أبو ضيف العتموني، الإستحداد (حلق العانة) وبعض ما يتعلق به من أحكام، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سُنن الفطرة وآثارها التربويّة في حياة المُسلم، صالح بن علي أبو عرّاد، صفحة 7، 13-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى الاستنجاء والاستبراء والاستجمار. وآداب قضاء الحاجة"، www.islamweb.net، 4-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2021. بتصرّف.