حكم خطبة العيد

كتابة:
حكم خطبة العيد


حكم خطبة صلاة العيد

اتّفقت المذاهب الفقهيّة الأربعة من الحنفيّة والمالكيّة والشافعيّة والحنابلة على أنّ خطبة صلاة العيد سنّة، بحيث لو اكتفى المصلِّي بصلاة العيد ولم يحضر الخطبة، كانت صلاته صحيحة ولا إثم عليه؛ لأنَّه لا يجب على المكلّف سماعها أو حضورها، ودليل سُنيَّتها، ما رواه عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: (شَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ، قال: إنَّا نخطُبُ، فمَن أَحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ فلْيَجلِسْ، ومَن أَحَبَّ أنْ يَذهَبَ فلْيَذهَبْ)[١].[٢]



حكم خطبة صلاة العيد في البيت

خطبة صلاة العيد مسنونة، وفي حال أداء صلاة العيد في البيت فالمصلِّي له أن يتركها ولا إثم عليه؛ لأنَّها ليست ركناً أو شرطاً في صحة صلاة العيد، أمَّا لو صلَّى صلاة العيد في البيت منفرداً، فلا يُسنُّ له أن يخطب خطبة العيد[٣].



حكم الاستماع لخطبة صلاة العيد

بناءً على أنَّ خطبة العيد مُستحبَّة وليست واجبة، فإنَّ الاستماع للخطبة مُستحبٌّ أيضاً، وليس بواجب، فبالتالي لو قرَّر المصلِّي مغادرة المصلَّى بعد الصلاة لم يكن عليه إثم، وصلاته صحيحة، ويُعدُّ الحرص على أداء السُنن ومنها الاستماع لخطبة صلاة العيد من الأمور المهمة لأداء العبادة على أكمل وجه، بحيث يحرص المسلم على السُنن إلّا إن كان عنده من العذر ما يمنع من ذلك[٤].



حكم الكلام أثناء خطبة صلاة العيد

تبيَّن معنا سابقاً أنَّ حضور الخطبة مسنون، لكن لو قرَّر المصلِّي حضور الخطبة، فهل عليه ترك الكلام؟ تعدَّدت آراء الحنفية والشافعية حول الكلام أثناء الخطبة، فذهب الحنفية أنَّه لا يُكره الكلام ولا التكبير أثناء خطبة صلاة العيد، بينما ذهب الشافعية إلى كراهته، وسواء في ذلك لو كان الكلام تكبيراً أو غيره، وقد قيّد الحنابلة الكلام الذي لا يُؤاخذ به المصلِّي في خطبة العيد بالتكبير، أمَّا ما سوى التكبير فلا يجوز أثناء خطبة العيد، قياساً على خطبة الجمعة التي لا يصحُّ فيها الكلام بغير الذكر[٥].



شروط صحة خطبة صلاة العيد

يُشترط لصحة خطبة صلاة العيد ما يُشترط لصحة خطبة صلاة الجمعة، مع بعض الاختلافات البسيطة، ومن أهمِّ هذه الشروط، ما يأتي[٦]:

  • أن تكون خطبتا العيد بعد الصلاة لا قبلها، وهي من الشروط التي تخالف فيها شروط خطبة الجمعة.
  • أن يجهر الخطيب بالخطبة، بحيث يتمكَّن الحضور من سماعها.
  • انفرد المالكية باشتراط أن تكون خطبة صلاة العيد باللغة العربية، ولم يذكر هذا الشرط عند غيرهم.
  • انفراد الحنفية باشتراط ألّا يقل عدد حضور خطبة صلاة العيد عن مسلمٍ واحد، ولم تُسنُّ الخطبة للمنفرد كما تبيَّن في فقرة حكم خطبة صلاة العيد في البيت.



سنن خطبة صلاة العيد

لخطبتي العيد العديد من السُنن، التي يُستحبُّ للخطيب الالتزام بها، ومنها[٧]:

  • ابتداء الخطبة بالحمد والثناء على الله، وتقديم النصح للمسلمين بطاعة أوامر الله -تعالى-، والاقتداء بسُنِّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
  • أن يبدأ بخطبتي العيد بالتكبير، بحيث يُكبِّر الخطيب في الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، وفي الخطبة الثانية بسبع تكبيرات، كما يُسنُّ الإكثار من التكبير أثناء الخطبة.
  • أن يتعرَّض الخطيب لموضوعات معيَّنة في كُلِّ عيد، كأحكام صدقة الفطر في خطبة عيد الفطر، وأحكام الأضحية، في خطبة صلاة عيد الأضحى.
  • استناد الخطيب عند صعوده على المنبر على عصا او قوس أو سيف.
  • أن يخطب خطبتين، يخفف فيهما، بحيث لا يُطيل على الناس، ويجلس بينهما.



المراجع

  1. رواه شعيب الارنؤوط، في تخريج سنن أبي داوود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1155، مرسل صحيح.
  2. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 186. بتصرّف.
  3. "جواز صلاة العيد في البيوت"، دائرة الافتاء الأردنية. بتصرّف.
  4. سعيد حوّى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1338. بتصرّف.
  5. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 1405. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 322. بتصرّف.
  7. محمود محمد خطاب السّبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 346-341. بتصرّف.
6235 مشاهدة
للأعلى للسفل
×