حكم ذبح المرأة للأضحية

كتابة:
حكم ذبح المرأة للأضحية


حكم ذبح المرأة للأضحية

اتفاق العلماء على صحة تذكية المرأة

ذكر عدد من العلماء الاتفاق على صحة تذكية المرأة، ولو كانت في الحيض، ويقصدون بذلك أنه يجوز للمرأة أن تذبح ما يؤكل لحمه من الحيوانات والطيور، وبناء عليه فإن الأكل من ذبيحتها مباح مثلها مثل الرجل في ذلك، وممن نقل الإجماع على ذلك ابن المنذر في كتاب الإشراف على مذاهب العلماء.[١]

وعبّر عدد من العلماء عن ذلك مثل ابن قدامة في كتاب المغني شرح مختصر الخرقي في فقه الحنابلة،[٢] ومن أهل العلم من اكتفى بحكاية اتفاق المذاهب الأربعة على إجازة ذاك مثل ابن تيمية.[٣]


وذكر ابن عبد البر أن من المالكية من لا يجيز تذكية المرأة إلا للضرورة، ولم يسم أحداً بعينه من الفقهاء، وهذا يدل على أنه قول مهجور، فقد قال: "وأكثرهم يجيزون ذلك، وإن لم تكن ضرورة إن أحسنت الذبح".[٤] وذكر ابن حجر وجهاً للشافعية بكراهة ذبيحة المرأة، ونُقِل عن الإمام مالك الكراهة أيضاً، لكن الثابت عنه الجواز، وقد بوّب الإمام البخاري في صحيحه باب ذبيحة المرأة، وهذه إشارة إلى الرد على من منع ذلك.[٥]


والخلاصة أنه متفق على إباحة تذكية المرأة، والكراهة المنقولة عن بعضهم لا تنافي الجواز وإنما تدل على عدم الأولى، ولم يذكر ابن عبد البر أحداً بعينه لم يجز ذبيحة المرأة، وهذا يدل على أنه قول مهجور والاتفاق على خلافه، فما سبب هذه الكراهة التي ذهب إليها بعض العلماء؟ "نص تأليفي"


ذبح الحيوان وعدم مناسبته لطبيعة المرأة

قال الشيرازي في كتاب المهذب في فقه الإمام الشافعي: "والمستحب أن يكون المذكي رجلا لأنه أقوى على الذبح من المرأة فإن كان امرأة جاز"،[٦] فالعلة إذاً كمال القدرة على الذبح، ومن المعلوم أن المرأة جبلت على رقة المشاعر وشدة التأثر وسرعة التعاطف في مثل هذه المواقف.


لذلك ندر أن تباشر المرأة الذبح بنفسها، وهذا خلاف الرجل الذي جبل على قوة القلب والقدرة على ذبح الحيوان وعدم الخوف عند رؤية الدم ومشاهد الموت. وبناء على اختلاف طبيعة الرجل عن المرأة تعارف الناس في المجتمعات الإنسانية على أن يباشر الرجل الذبح دون المرأة، فصار عرفاً اجتماعياً يُستغرب خلافه.


الدليل على صحة تذكية المرأة من السنة النبوية

ثبت عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (إن امرأة ذبحت شاة بحجر، فسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فأمر بأكلها)،[٧] ووجه الدلالة من الحديث صريح في إجازة ذبيحة المرأة، وإجازة الأكل من ذبيحتها بلا حرج،[٨] وعدم استفصال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حال المرأة دليل على عدم تأثير الحيض على صحة الذبح، فيجوز مباشرة المرأة للذبح، ويجوز الأكل من ذبيحة المرأة.[٩]

المراجع

  1. ابن المنذر، الإشراف على مذاهب العلماء، صفحة 432. بتصرّف.
  2. ابن قدامة، المغني، صفحة 311. بتصرّف.
  3. ابن تيمية، جامع المسائل، صفحة 367. بتصرّف.
  4. ابن عبد البر، التمهيد شرح الموطأ، صفحة 169.
  5. ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، صفحة 632. بتصرّف.
  6. الشيرازي، المهذب في فقه الإمام الشافعي، صفحة 458.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:5185، صحيح.
  8. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 9ff8a3bf_9443_4585_88fc_2f1c89497e2d
  9. ابن أبي عمر، الشرح الكبير على المقنع، صفحة 306. بتصرّف.
5102 مشاهدة
للأعلى للسفل
×