حكم زواج المتعة

كتابة:
حكم زواج المتعة

حكم زواج المتعة

أيُّ المذاهب أباح زواج المتعة في الإسلام؟

نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن زواج المتعة قبل وفاته، والدليل على ذلك الأحاديث الصحيحة التي وردت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منها: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن نِكَاحِ المُتْعَةِ يَومَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ[١][٢] وقد اتفقَ أئمة المذاهب الأربعة على تحريمه، ومن الأحاديث الواردة في تحريمه أيضًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُّها النَّاسُ إنِّي قد كنتُ أذنتُ لَكم في الاستمتاعِ ألا وإنَّ اللَّهَ قد حرَّمَها إلى يومِ القيامةِ".[٣][٤]


ومن أدلة تحريم زواج المتعة أيضًا أنَّ الأحكام التي وردت في القرآن الكريم من ميراث وطلاق وما إلى ذلك من أحكام خاصة بالزواج لم تكن متعلقة بزواج المتعة، فهو إذن باطل، ومن الأدلّة أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حرَّمه علانيّةً أمام الملأ وأقرّه الصحابة على ذلك، فعَن عمر أنَّهُ خطب فقال: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أذِنَ لنا في المتعةِ ثلاثًا، ثم حرَّمها، واللهِ لا أعلمُ أحدًا تمتَّعَ وهو محصنٌ إلا رجمتُه بالحجارةِ"،[٥] وقد أورد بعضهم أنّه كالزنا لأنَّ هدفه تحقيق الاستمتاع فحسب، وقد أجازه الشيعة الإمامية، بخلاف الجمهور الذين أجمعوا على تحريمه، وهذا هو الرأي الأرجح بإجماع فقهاء الأمة.[٦]


زواج المتعة في عهد الرسول

هل كان زواج المتعة مباحًا في الجاهلية؟

كان زواج المتعة مباحًا في الجاهلية وشائعًا أيضًا، وقد سكتت عنه الشريعة الإسلامية في بداية الدعوة الإسلامية فبقيَ مباحًا ولا سيما في أوقات الحروب والغزوات وبسبب الظروف القاسية التي مرَّ بها المسلمون حينها، وقد سُمِح به في العديد من الغزوات، إلى أن حرَّمه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بعد غزوة خيبر.[٢]


الحكمة من تحريم زواج المتعة

ما العلاقة بين زواج المتعة ووقوع زواج المحارم؟

في تحريم زواج المتعة حكمة عظيمة ومصالح عديدة أرادها الله تعالى،[٧] لأنَّ زواج المتعة يؤدي إلى عدَّة أمور تخالف مقاصد الشريعة هي:

  • إهانة المرأة وهدر كرامتها وكذلك بالنسبة للرجل، فهو صفقة تجارية لا تحوي أيّ نوعٍ من المشاعر والمودة بين الزوجين، فالغاية منه فقط الاستمتاع.[٧]
  • مخالفة الغاية الرئيسة من الزواج وعدم تحقيق السكن والاستقرار والإنجاب.[٧]
  • ضياع الأنساب والوقوع في زواج المحارم، وهو من أخطر الأمور، فمن الممكن إذا انفصل الزوجان من زواج المتعة وسافر أحدهما، لم يتعرف الوالد على ولده إن كانت زوجته حامل، ومن الممكن مع مرور السنين أن يمارس الأبناء الزواج مع بعضهم بسبب ضياع النسب.[٨]
  • ضياع الأولاد من حيث التربية والاستقرار إذا حصل إنجاب، وذلك بافتراق الزوجين وطلاقهما وخاصةً إذا أصبح كل منها في مكان.[٨]
  • تعطيل أمر الميراث، فلا يكون الورثة معلومين عند مَن ارتكب زواج المتعة، ما يؤدي إلى ضياع الحقوق.[٨]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1407، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب محمد مصطفى الزحيلي، كتاب الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 232. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم:1610، صحيح لكن قوله حجة الوداع شاذ والمحفوظ فيه يوم الفتح.
  4. سيد سابق، كتاب فقه السنة، صفحة 42. بتصرّف.
  5. رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3/117، حديث صحيح.
  6. سيد سابق، كتاب فقه السنة، صفحة 42-43-44. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت عبد الرحمن بن عبد الخالق، كتاب الزواج في ظل الإسلام، صفحة 92. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت يوسف جابر المحمدي، تحريم المتعة في الكتاب والسنة، صفحة 200. بتصرّف.
7507 مشاهدة
للأعلى للسفل
×