الأغاني والموسيقى
الغناء هو أحدُ إنتاجات البشر والذي يعتبرُ أوسع بابٍ من أبواب الفنِّ، يتألفُ من ثلاثة مكوِّنات إذا اجتمعت شكَّلت ما يسمى بالأغنية وهي: الكلمة والصوت والموسيقى، وأصلُ كلمة موسيقى يونانيٌّ، فقد كانت تدلُّ على جميع ألوان الفنون ثمَّ اقتصرَت دلالتها على الألحان فقط، أما الغناء فإنَّه أحد أشكال الكلام إلا أنَّه يكون منسوجًا بطريقة ذات أنغام وأوزان، ويمكن أن تؤدى الأغنية من قبل شخص واحد أو من قبل العديد من الأشخاص بشكل جماعي وهذا ما يسمَّى بالكورال، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول حكم سماع الأغاني في نهار رمضان ومبطلات الصيام في رمضان.[١]
حكم سماع الأغاني في نهار رمضان
لا يختلف حكم سماع الأغاني في نهار رمضان عن حكم سماع الأغاني في بقيَّة الأيام، فعلى الرغم من وجود خلاف بين الفقهاء من أهل العلم حول حكم سماع الأغاني بمختلف أنواعها والعزف على مختلف الآلات الموسيقية إلا أنَّ معظم أهل العلم من الفقهاء وأهل السلف بما فيهم أئمة المسلمين الأربعة أبو حنيفة النعمان وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس والشافعي قد أجمعوا على تحريم سماع الموسيقى والأغاني، وبالتالي فإنَّ حكم سماع الأغاني في نهار رمضان حرامٌ كما في غيره من الأيام، ومع ذلك فإنه لا يبطل الصيام ولا يعتبر من المفطرات كما يظنُّ البعض، وعندما حدَّد الفقهاء مفطرات الصيام لم تكن المعاصي من تلك المفطرات، وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم سماع الأغاني في نهار رمضان وكان الجواب هو التالي: "سماع الأغاني محرمٌ وفيه إثمٌ كبير، ولكنَّه لا يبطلُ الصيام، بل ينقصُ من ثواب الصائم"، لذلك يجب على كل مسلم أن يبتعدَ عن كل ما حرَّم الله وعن كلِّ ما يلحقُ النقصان بأجر وثواب الصيام، وعلى المسلم أن يلتزمَ بتقوى الله عز وجلَّ وخاصَّةً في نهار رمضان.[٢]
مبطلات الصيام في رمضان
بعدَ المرور على حكم سماع الأغاني في نهار رمضان سيُشار إلى مبطلات الصيام التي حدَّدها الشرع، فقد حدَّد الفقهاء مبطلات الصيام وفقَ ما وردَ في كتاب الله تعالى ووفقَ ما وردَ في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يخصُّ الصيام، فكانت سبعة مفطرات فقط وهي: الشرب أو الأكل عمدًا، الجماع، إخراج الدم عن طريق الحجامة، الاستمناء عمدًا، دم النفاس والحيض، التقيؤ، كل ما يشبه الطعام والشراب، ورغم ذلك فإن هذه المفطرات لا تتحقق إلا بشروط معينة فكما وردَ عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللَّهَ وضعَ عن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ".[٣]، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر هذه الشروط:[٤]
- ألا يكونَ الصائم مجبرًا أو مضطرًا للوقوع في أي من المبطلات وأن يكون مخيَّرًا وحرًّا في ذلك.
- ألا يكون الصائم ناسيًا.
- أن يكون الصائم المسلم على علمٍ مسبَق بأن الوقوع في أي من تلك الأمور يبطلُ الصيام.
المراجع
- ↑ "موسيقى"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن كثير، في تحفة الطالب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 232، إسناده جيد.
- ↑ "الأمور التي تبطل الصيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-06-2019. بتصرّف.