ما هي الشيلات
الشيلات هي جمع كلمة شيلة، وهي أحد الفنون الشعبية الموروثة في منطقة الجزيرة العربيّة، تحديدًا في المملكة العربية السعودية، وهي نوع من أنواع التغنّي بالشعر، ولكنّها تختلف كلَّ الاختلاف عن المواويل التي تشتهر في كثير من المجتمعات العربية أو الأغاني، فالمواويل تقترب من اللغة العادية بسبب كثيرة حروف المد فيها، والأغاني تستعمل فيها المعازف، أمّا الشيلات فهي تغنٍِّ بالشعر خالٍ من المعازف تمامًا، هذا المقال مخصَّصٌ للحديث عن حكم سماع الشيلات في الإسلام.
حكم سماع الشيلات
حكم سماع الشيلات في الإسلام مسألة حديثة، اعتمدها العلماء بالقياس على أمور سابقة تحدّثَ عنها الشرع، وكانَ استنادهم على دلائل شرعية في أمور قريبة من حكم سماع الشيلات في الإسلام، وكان الحكم قائمًا على أمرين اثنين، هما:
- سماع الشيلات دون معازف: إنَّه لا حرجَ في سماع الشيلات التي لا يرافقها أو يصاحبها أيّ نوع من أنواع المعازف أو الموسيقى، واستندَ علماء المسلمين في هذا الحكم على شرح الإمام النووي -رحمه الله- لحديث غناء الجاريتين في بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم اليوم، قال الإمام النووي، قال القاضي: "إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب، والمفاخرة بالشجاعة، والظهور، والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر، ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه، وإنما هو رفع الصوت بالإنشاد، والعرب تسمى الإنشاد غناء، وليس هو من الغناء المختلف فيه، بل هو مباح، وقد استجازت الصحابة غناء العرب الذي هو مجرد الإنشاد والترنم، وأجازوا الحداء، وفعلوه بحضرة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وفي هذا كلُّهُ إباحةٌ مثل هذا وما في معناه، وهذا ومثله ليس بحرام".
- سماع الشيلات مع المعازف: وسماع الشيلات مع المعازف غير جائز وخصوصًا إذا رافقه الغزل الفاحش فلا يجوز الاستماع إلى الشيلات في هذه الحالة والله أعلم [١].
حكم سماع الأغاني
إنَّ حكم الاستماع إلى الأغاني مسألة شائكة ومطروحة بكثرة في هذا العصر، ويرجع هذا إلى الانتشار الواسع للأغاني في العالم، وهذا الانتشار يرجع إلى التطور التكنولوجي الذي أدى إلى اختلاط الفنون العالمية ولهذا الغناء انتشر بكونِهِ فنًّا يُـتداوَلُ بين الشعوب، حتّى انتشرت الأغنية الأجنبية والعربية في كلِّ أنحاء العالم الإسلامي، ولذلك من الضروري أن يتم الحديث عن حكم سماع الأغاني بعد الحديث عن حكم سماعات الشيلات في الإسلام مع الدلائل الشرعية.
وإنَّ حكم الأغاني في الإسلام هو التحريم، وهذا بإجماع أهل العلم، وقد استدلُّوا على هذا من السنة النبوية وحديث النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي قال فيه: "ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازِفَ، ولينزلَنَّ أقوامٌ إلى جنبِ عَلَمٍ، يروحُ عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهِم -يعني الفقيرَ- لِحاجةٍ فيقولوا: ارجِع إلينا غدًا، فيبيِّتُهمُ اللَّهُ، ويضَعُ العَلَمَ، ويمسخُ آخرينَ قِرَدةً وخنازيرَ إلى يومِ القيامَةِ" [٢] وفي الحديث إشارة واضحة إلى حرمة المعازف حرمة مطلقة، وقال ابن قدامة رحمه الله: "آلَةُ اللَّهْوِ كَالطُّنْبُورِ، وَالْمِزْمَارِ، وَالشَّبَّابَةِ، آلَةٌ لِلْمَعْصِيَةِ، بِالْإِجْمَاعِ" والله أعلم [٣].
واستدلَّ العلماء على تحريم الأغاني من القرآن الكريم وتحديًّا من قولِهِ تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" [٤]، حيث قيل في تفسير الآية الكريمة: إنَّ لهو الحديث هو الأغاني والملاهي، وقيل في شرح الآية أيضًا: "ذكرَ الله تعالى في الآية حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب"، وقال ابن مسعود في قوله تعالى: "ومن النَّاس من يشتري لهو الحديث" هو -واللهِ- الغناء، والله أعلم [٥].
المراجع
- ↑ حكم سماع الشيلات, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو مالك الأشعري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5590، خلاصة حكم المحدث: معلق
- ↑ حكم الأغاني وآلات المعازف, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
- ↑ {لقمان: الآية 6}
- ↑ حكم الأغاني والموسيقى, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف