الرفق بالحيوان في الإسلام
الإحسان إلى الحيوانات من المسائل المطروحة في الشرع الحنيف، وهي من محاسِن هذا الدِّين العظيم الذي لم يترك جانبًا من جوانبِ الحياة إلا وأولاهُ اهمتامًا مناسبًا له، فقد قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري: "في كلِّ كبدٍ رَطبةٍ أجر" [١]، قال النووي -رحمه الله-: "فِي هذا الحدِيث الحثّ علَى الإِحسَان إلَى الحيَوَان المُحتَرَم، وهُوَ ما لا يؤمَر بقتْلِهِ، فيحصل الثَّواب بسَقيِهِ والإحْسَان إليْهِ أَيضًا بإطعَامِهِ"، وهذا المقال سيتحدث عن حكم شراء القطط وفوائد تربيتها.
حكم شراء القطط
لم يختلف العلماء في حكم شراء القطط فقد أجمع الفقهاء من أهل العلم على جواز تربية القطط في البيوت والعنايةِ بها، وقد كان الصحابيُّ أبو هريرةَ -رضي الله عنه- يهتمُّ بتربيةِ بعض القطط ولذلك لُقِّب بأبي هريرة، وقد ورد عن عبد الله بن رافع أنَّه قال: سألتُ أبا هريرةَ لمَ كُنِّيتَ أبا هريرةَ؟، فقال أبو هريرةُ: "كنتُ أرعى غنمَ أهلِي، فكانَت لي هريرَةٌ صغيرةٌ، فكنتُ أضعها بالليلِ في شجرةٍ، فإذا كانَ النَّهار ذهبتُ بها معي، فلعبتُ بها، فكنُّونِي أبا هريرة" [٢]، وقالَ ابنُ المنذر: "أجمعَ أهلُ العلم على أنَّ اتخاذ الهرِّ مباحٌ" [٣]، ويقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "لا حَرجَ، إذا كانَت لا تؤذي أحَدًا فلا حرج في الإحسانِ إلى القِططِ في البيت إذا كانَت لا تؤذي أحداً من النَّاس فلا حرَج في ذلك من باب الإحسان، لأنَّهم من الطوَّافينَ علينا والطوَّافات"، والله تعالى أعلم [٤].
فوائد تربية القطط
أجمعَ العلماءُ في علم النَّفس على أنَّ تربيةَ الحيوانات الأليفة تساعد على البناءِ السَّليم لشخصيَّة الطفلِ، فهي تسهمُ في تعلُّمه العديدَ من الصفات الجيدة، فعندَما يتولَّى الطفلُ الصغير مسؤوليَّة الحيوان ويعتني بمأكلهِ ومشرَبهِ ينمو لديهِ إحساسٌ بالمسؤوليَّة تجاه الحيوانِ، وكذلكَ اكتساب صفةِ الرحمة وحبِّ الغَير، وكذلك يتعلَّم النظام لأنَّه يقدَّم لها الغذاءَ في أوقات معيَّنة، وكذلك تربية القطط المنزليَة فيها الكثير من المنافع التربويَة للأطفال، منها: [٥]
- تُعد القططُ من أنظف الحيوانات، فهي تقضي ساعاتٍ في تنظيفِ نفسِها، وهي بذلك تمثِّل نموذَجًا حيويًّا يُقتدى في النَّظافة العامة.
- في مراقبةِ أطفالنا لشيءٍ حي يتحرَّك وينمُو معرفةٌ بقدرة الله تعالى وعظمةِ خلقِهِ، فيتعلَّمون احترامَ الحياةِ وتوقيرَ الخالقِ -سبحانه وتعالى-.
- في عنايةِ أطفالِنا بتغذِيَة حيواناتِهم ورعايَتها اكتسابٌ للرحمةِ والمسؤوليَّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عُذِّبت امرأةٌ في هرَّة، حبسَتها حتَّى ماتت فدخلَت فيها النَّار لا هي أطعمَتها وسقَتها، إذ هي حبَستها، ولا هي تركَتها تأكلُ من خَشاش الأرض" [٦]
- الرفقةُ الجيِّدة من خلال التعاملِ مع شيءٍ حيٍّ يتحرَّك بعد قضاءِ أطفالنا لساعاتٍ طوال في المذاكرةِ والدروس أو أمام الحواسب.
- يحفِّز وجودُ القطط دوافعَ التعلُّم والإبداع لدى أطفالنا، فهم يتعلَّمون منهم السلوكَ الاستكشافيَّ عندما يدخلُ القطُّ مكانًا جديدًا للمرة الأولى فيتعرَّف إليه ويستكشفه.
- ما زال القطُّ صائدًا ماهرًا للفئرانِ يتعلَّم منهُ أطفالُنا مهارةَ الصيدِ والاستعداد له.
المراجع
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2363، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن رافع، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3840، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
- ↑ حكم تربية القطط, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-11-2018، بتصرف
- ↑ حكم تربية القطط في المنازل, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-11-2018، بتصرف
- ↑ الحيوانات الأليفة, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-11-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3482، خلاصة حكم المحدث: صحيح