حكم صلاة الجمعة في الصحراء

كتابة:
حكم صلاة الجمعة في الصحراء

حكم صلاة الجمعة في الصحراء

إذا كان هؤلاء الناس يقيمون في هذا المكان، ويعيشون فيه صيفاً وشتاءً، ويعتبرونه بمنزلة القرية لديهم، أو المدينة فيجب عليهم إقامة الصوات جماعة فيه، وتجب عليهم صلاة الجمعة، ما داموا مقيمين في هذا المكان، أما إذا كانوا غير مقيمين، ونزلوا في ذلك المكان من أجل المطر أو غيره، فلا يجوز لهم إقامة الجمعة، لأن الجمعة لا تقام في السفر.[١]

والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يسافر وكان يصدف أن يكون جمعة، ولم يكن يقيمها، ولو كانت مشروعة في السفر، لأقسامها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو أحرص الناس عليها، وعلى الخير، ومنهاج ومشرع لهذه الأمة، فلم يكن ليترك شيئاً مشروعاً، لأن ذلك خلاف ما كلف به، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)،[٢][١]

أقوال العلماء في صلاة الجمعة في الصحراء

والجماعة إن كانوا مسافرين سفراً تقصر فيه الصلاة، لا تجب عليهم الجمعة، كالمرأة والمريض والمسافر والعبد، ومن له عذر فله أن يصلي الظهر قبل صلاة الإمام، أما إذا كان في رحلة لم يصلوا فيها إلى مدة القصر، فقد اختلف فيها، وقال العلماء عدة أقوال هي:[٣]

  • الحنفية

قالوا يشترط لصحة إقامتها أن تقام في القرية وضواحيها.

  • الشافعية

اشترطوا لصحة صلاة الجمعة إقامتها في محيط الأبنية، سواء في بلدة أو قرية.

  • المالكية

يشترطون أن تقام في مسجد مبني بناء معتاد، بالنظر إلى بناء البلد.

  • الحنابلة

لم يشترطوا ما سبق فقط قالوا بجواز إقامتها في الصحراء القريب من البنيان، ولا تصح في ما بعد عن البنيان.

فضل صلاة الجمعة

عظم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشرفه، وله عبادات تختص بها من غيره، ومن قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،[٤] وهذا تحذير من التخلف عن صلاة الجمعة، صلاة الجمعة من الفرائض المعلوم فرضيتها بالكتاب والسنة، وفضائل يوم الجمعة أنه:[٥]

  • يوم الجمعة خير الأيام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة).[٦]

  • فيه ساعة استجابة

 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: (فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ) وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).[٧]

  • حصول تكفير الذنوب.

عقوبة تارك صلاة الجمعة

تارك صلاة الجمعة له عقوبة عظيمة، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ)،[٨] وهذه عقوبة رادعة لمن يتخلف عن صلاة الجمعة، فلها من الفضل والأجر العظيم، ما يجعل المسلم يهب إليها ولو حبواً.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ابن عثيمين، فتاوى نور على درب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
  2. سورة المائدة، آية:67
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 11783. بتصرّف.
  4. سورة الجمعة ، آية:9
  5. عبدالله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 421-422. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:854، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:935، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:652، صحيح.
  9. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجمعة، صفحة 20. بتصرّف.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×