حكم صلاة المرأة في المسجد

كتابة:
حكم صلاة المرأة في المسجد

فضل الصلاة في المسجد

تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإذا فسدت فسد بقية عمله، وإذا صلحت صلح باقي عمله، وهي الفارق بين المسلم والكافر، ومن أهميتها العظيمة في الدين الإسلامي أنّ ثواب العبد إذا أدّاها جماعة أفضل من ثوابه إذا أدّاها منفردًا،[١] ومن فضلها أنّ الصلاة جماعة في المسجد؛ تجعل العبد في ظل عرش الرحمن يوم القيامة، وقد أعدّ الله تعالى لعباده منزلًا في الجنة لمن غدا منهم أو راح إلى المسجد، كما أنّ صلاة العبد في جماعة أفضل من صلاته منفردًا بسبع وعشرين درجة، وقد جعل الله تعالى لمن صلّى العشاء في جماعة أجر قيام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة أجر قيام الليل كله، كما أنّ صلاة الجماعة سبب من أسباب مغفرة الذنوب،[٢] أما في هذا المقال فسيتم الحديث عن حكم صلاة المرأة في المسجد، والضوابط التي يتوجب عليها مراعتها خلالها.

حكم صلاة المرأة في المسجد

ذهب أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة؛ الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز خروج المرأة إلى الصلاة في المسجد ، بيد أنّه من الأفضل لها أن تصلي في بيتها، ومن الأدلة التي تُشير إلى حكم صلاة المرأة في المسجد، وجواز خروجها للصلاة مع الجماعة ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ"،[٣] ووجه الدلالة في الحديث أنّه يلزم من عدم النهي عن منع المرأة من الخروج للمسجد هو إباحة خروجها للصلاة في المسجد، ومن الأدلة أيضًا التي تدل على حكم صلاة المرأة في المسجد ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "إنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، ما يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ"،[٤] ووجه الدلالة في هذا الحديث أنّ النساء كنّ يخرجن إلى الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله يعلم بحضورهن صلاة الجماعة معه، فلو لم يجز خروجهن للصلاة لنهاهنّ عن حضور الصلاة معه.[٥]

ضوابط صلاة المرأة في المسجد

بعد التعرف على حكم صلاة المرأة في المسجد مع الجماعة، لا بد من ذكر أبرز الضوابط التي يتوجب على المرأة المسلمة مراعاتها عند الخروج للصلاة في المسجد، ومن أهم الضوابط التي يتوجب عليها مراعاتها ما يأتي:[٦]

  • أن تخرج المرأة إلى المسجد غير متطيبةٍ وغير متزينة ولا متبرجة، ودليل ذلك ما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا شَهِدَتْ إحْداكُنَّ المَسْجِدَ فلا تَمَسَّ طِيبًا".[٧]
  • أن تستأذن المرأة زوجها قبل الخروج للصلاة في المسجد، وذلك لما ورد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَمْنَعُوا نِساءَكُمُ المَساجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إلَيْها".[٨]

المراجع

  1. "فضل صلاة الجماعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  2. "فضل صلاة الجماعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 900، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 867، صحيح.
  5. "المَطلَبُ الخامِسُ: حُكْمُ حضورِ النِّساءِ للجماعَةِ في المَسْجِدِ، وشُروطُه"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  6. أبو مالك بن عبد الوهاب، أحكام النساء - مستخلصا من كتب الالباني، صفحة 90. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 443، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 442، صحيح.
5089 مشاهدة
للأعلى للسفل
×