حكم صيام عاشوراء

كتابة:
حكم صيام عاشوراء

حكم صيام يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء سُنَّة وليس بواجب باتّفاق الفقهاء؛ وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ)،[١] وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ صيام يوم عاشوراء كان فرضًا في بداية الإسلام، وعندما فُرِضَ رمضان أصبح صيامه سُنَّة، وفيما يأتي بعض الأحكام المتعلِّقة بصيامه.[٢]


حكم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء واليوم الذي يليه

يُستحبُّ صيام يوم عاشوراء، فقد صامه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحثَّ على صيامه، كما يُستحبُّ صيام يوم تاسوعاء معه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)،[٣] وصيام يوم عاشوراء مع تاسوعاء عليه أكثر الأحاديث، وقد ذكر أهل العلم أنَّ لصوم يوم عاشوراء ثلاث مراتب متفاوتة، أفضلها وأكملها صوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ لِما فيه من زيادة الخير والطاعة، وكلَّما كَثُر الصيام في شهر محرَّم كان أفضل وأطيب.[٤]


حكم صيام يوم عاشوراء لمن عليه قضاء

تعدَّدت أقوال الفقهاء في حكم الصيام ليوم عاشوراء لمن كان عليه قضاء، فذهب جمهور الفقهاء من الحنفية المالكية والشافعية إلى الجواز مع الكراهة، لكن الحنفية يرونه جائزًا من غير كراهة؛ ودليلهم في الجواز؛ أنَّ القضاء ليس واجبًا على الفور وإنَّما على التراخي، وصيام يوم عاشوراء يفوت بفوات اليوم فجاز صيامه، وإن كان الأولى صيام القضاء ثمَّ التنفُّل بصيام التطوع كعرفة وعاشوراء وغيرها من الأيام الفاضلة.[٥]


حكم صيام يوم عاشوراء إذا كان يوم سبت

يُستحبّ صيام يوم عاشوراء حتى وإن وافق يوم السبت؛ وذلك لأن الكراهة في صيام يوم السبت تكون في إفراده بالصوم المطلق، أمَّا إذا وافق يومًا يعتاده كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو وافق يومًا يُستحب صيامه كيوم عرفة، أو عاشوراء، جاز صيامه بلا كراهةٍ عند أكثر أهل العلم، وإن كان الأفضل صيام يومٍ قبله أو بعده معه.[٦]


صيام يوم عاشوراء في السنة النبوية

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَحرص على صيام يوم عاشوراء؛ لِما له من مكانة عظيمة عند الله، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)،[٧]وقد رتَّب الله -تعالى- على صيام يوم عاشوراء الأجر العظيم، فصيامه يُكفِّر ذنوب سنة ماضية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[٨][٩]


فحريٌّ بالمسلم أن يحرص على صيام هذا اليوم المبارك؛ اقتداءً بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولينال مغفرة الله وفضله.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:2003، صحيح.
  2. "أحكام ومسائل في صيام عاشوراء"، إسلام سؤال وجواب، 25-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1134، صحيح.
  4. سعيد القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 363. بتصرّف.
  5. "لا حرج في صيام التطوع لمن عليه قضاء من رمضان"، إسلام ويب، 14-3-2001، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2021. بتصرّف.
  6. "حكم صيام يوم عاشوراء إذا وافق يوم سبت"، دائرة الإفتاء العام الأردنية، 21-11-2012، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  9. "حديث تحري النبي صيام يوم عاشوراء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12-8-2021. بتصرّف.
3942 مشاهدة
للأعلى للسفل
×