حكم ظلم الزوج لزوجته

كتابة:
حكم ظلم الزوج لزوجته

ما حكم ظلم الزوج لزوجته؟

حقّ لها أن تذهب إلى القاضي وتشكو له فعل هذه الزوج، وهنا يترتب على القاضي أن يدعو الزوج ويأمره بأن يعامل زوجته بمعروف وإحسان، وأن لا يقسو عليها ويظلمها مستندًا بذلك على قوله تعالى في الآيات، فقال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}،[١]وقوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}،[٢][٣]


ويحرم على الزوج أن يضيّق العيش على زوجته، وأن يثقل عليها في الطلبات وأمور الحياة بسبب ما دفعه لها من صداق أو مهر لها، ففي هذا ظلمًا لها في حقها، وسلبها إياه منها، فمن حق الزوجة على الزوج النفقة وحسن العشرة والمعاشرة.[٤]


ما حكم ظلم الزوج لزوجته من أجل أمّه؟

فمن واجب الأم على ابنها أن يرعاها وهذا من بر الوالدين الذي يجب أن يسعى له الزوج، ومن واجب الزوجة على زوجها إكرام أهله، ومنواجبات الزوج على زوجته أن يحفظ لها كرامتها، ولكن ما يحدث أن تكون أم الزوج مخطئة ومذنبة بحق الزوجة، فتسيء المعاملة وتنكر الود، ومن الأفضل للزوجة هنا أن تصبر وتنتظر أن يحدث الله لها أمرا، وأن لا تعاملها بالمثل، لأن البر فيها كالبّر زوجها ولتصبر فإن الله مع الصابرين.[٥]


وموقف الزوج من هذا، فعليه أن يأخذ جانبًا محايدًا فلا يؤذي أمه ولا يجرح قلب زوجته، فعليه أن يفعل عدة أمور، أن يحدد المخطئ، وأن يصلح ويعدل هذا الخطأ، وإن لم يجد نفعًا من هذا فعليه أن يفصل بينهما، فظلم الزوجة لأجل أمه فيه ضرر لها ولقلبها ومشاعرها، والعكس كذلك، وحالة كدر دائمة على الزوج.[٦]


ما حكم ظلم الزوج لزوجته من الناحية العاطفية؟

ومن حقوق الزوجة على الزوج أن يعاشرها بالمعروف، إكرامها والتلطف معها وملاعبتها، والرفق بها وتأديبها، وتعليمها ما ينفعها مما يخلق جوًا من الألفة والمحبة بينهما وايضًا على الزوج أن يشبع مشاعر زوجته العاطفية ويحترمها ولا يجوز له التقليل منها.[٧]


وعلى الزوج أن يقتدي بسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فكان عليه السلام أكثر الناس خُلقًا وحسنًا في المعاملة مع زوجاته والعدل بينهم، فكان عليه السلام يلاعب زوجتهعائشة رضي الله عنها، ويتصرف معها بما يحقق الود ويدخل البهجة على القلب، ومن الأفعال التي كان عليه السلام يتصرف بها، أنه كان يسابق أمنا عائشة رضي الله عنها، وكان يسمح لها بمشاهدة الأحباش الذين يلعبون بالحراب، وكان يشرب من المكان الذي شربت منه في الإناء، إلى غير ذلك مما يدل على إيناس الزوجة وإدخال السرور إلى قلبها، ولذا على الزوج أن يقتدي به عليه السلام فيدخل السرور على قلب زوجته، وأن لا يظلمها ولا يحرمها من هذه المشاعر.[٨]


ما حكم ظلم الزوج لزوجته في الفراش؟

أن أولى الحقوق الواجب على الزوج أن يقدمها لزوجته، هي أن يشبع رغباتها الجنسية، وأن لا يمنعه عن هذا أي أحد ومهما كان، فالامتناع عن وطء الزوجة بغير سبب هو ظلم لها، وعليه كان للزوج أن يطأ زوجته مرة على الأقل في كل طهر لها ولا يجوز له أن يهجرها، فمعاشرة الزوجة بالمعروف من الأمور التي أمره الله بها، وفي حرمانها هذا الحق ظلمًا وضررًا عليها، ومن يفعل هذا فهو عاصٍ لله تعالى، ولا شك أن في وطء الرجل لزوجته إعفاف لها من الحرام والتطلع إلى ما نهى الله عنه، فهو بهذا يشبع غرائزها الجنسية، ويجب على الزوج أن يطء زوجته كفايتها بما لايهلك بدنه أو يشغله عن شيء.[٩]


وإذا امتنع الزوج عن وطء زوجته جاز لها أن تطلبالطلاق، ولا حرج عليها في ذلك لأن الوطء حق لها ومقصد رئيس من مقاصد النكاح، وعليه فإنه بظلمها من معاشرتها في الفراش هدرًا لإحدى حقوقها، فإذا تضررت الزوجة من ذلك جاز لها طلب الطلاق، ووجب عليه أن يعفها أو يطلقها.[٩]


ما حكم ظلم الزوج لزوجته في النفقة؟

يجب على الزوج أن ينفق على زوجته بما رزقه الله، وأن لا يحرمها من شيء مع استطاعته لذلك، فالنفقة على الزوجة حق لها، كما ويستطيع الزوج بالاتفاق مع زوجته أن يأخروا النفقة أو يعجلوها وذلك حسب الأوضاع المالية للزوج، وفي حين أُعسر على هذا الزوج ورفضت الزوجة أن تصبر عليه، حق لها الطلاق منه.[١٠]

ولا تسقط نفقة الزوجة على الزوج إلا بفعل النشوز أي أن تخرج عن طاعته، أو أن تخل بإحدى الأمور الواجبة عليها، أو أن تبرأه هي من النفقة الماضية عليه،[١١]


ومن الواجب على الزوج أن يعطي زوجته كل حقوقها التي أوجب الشرع لها من النفقة والكسوة والسكنى، والطعام وما تتطلبه أمور المعيشة في الحياة الكريمة، وأن يعاشرها بالمعروف وأن يسعى لإسعادها فسعادتها من سعادة الحياة الزوجية كاملة، وإن قصّر في ذلك مع قدرته على الوفاء به، فهو عاص لله تعالى يجب عليه التوبة، فإذا تمادى جاز لزوجته مطالبته بحقوقها مباشرة، فإن أنصفها فالأمر واضح،[١٢]


وإلا فلها حق الاختيار بين أن تتنازل عن حقوقها وترضى وتصبر وتسقطها أو ترفع أمرها إلى القاضي ليجبر زوجها على تأدية الحقوق، فهذه الحقوق فرضها الشرع عليه، وفي مخالفته لها، مخالفة للشرع، وإن لم يرتدع واستمر بفعله هذا كان لها أن تطلب الطلاق إن كان الحق مما تطلبه المرأة للإخلال به كالنفقة.[١٢]


وأما نفقة الزوجة التي غاب عنها زوجها، فاختلف العلماء في وجوب هذا، وأما فيما ورد عن عمر بن الخطاب أنه أرسل كتاب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن زوجاتهم يأمرهم فيه أن ينفقوا على زوجاتهم فهذا حق لهنّ، أو يطلقوا فإذا طلقوهنّ كان عليهم أن يدفعوا لهم نفقة ما مضى من الأيام، لأنهنّ كانوا على ذمّتهم وفي الفترة التي تجب عليهم النفقة، وذهب إلى هذا القول، الحسن البصري , والشافعي، أبو ثور وأحمد وإسحاق.[١٣]


وذهب النعمان إلى أن ليس لها شيء إلا ما يفرضه السلطان أو القاضي، وقال أبو بكر، نفقة الزوجة واجبة بالكتاب،والسنة، والاتفاق، ولا يزول ما وجب بالحجج التي ذكرناها إلا بسنة أو اتفاق، ولا نعلم شيئاً يدل على سقوط نفقة الزوجة، إلا الناشز الممتنعة، فنفقة الزوجة واجبة على الزوج غائباً، كان الزوج أو حاضراً.[١٣]


ما صور ظلم الزوج لزوجته؟

فيما يأتي صور لظلم الزوج لزوجته:[١٤]


  • أن يبتعد الزوج عن نور الهداية ويكون بذلك ضالًا.
  • أن يأمر الزوج زوجته بمعصية.
  • أن يطلب الزوج من زوجته أن تسلك مسلك ضلال أو أمر فيه معصية لله تعالى، كأن يطلب منها السرقة أو الكذب أو فعلًا ضال.
  • أن يقوم الزوج بإهانة زوجته فيقلل من شأنها ولا يحفظ كرامتها.
  • أن يهجرالزوج إحدى زوجاته لخلاف يسير دون أن يسبق هذا الهجر تحذير، أو بيان لها أن هذا الأمر يزعجه ولا يرضيه، فيعاقبها بالهجر قبل التحذير.
  • أن يحرمها من حقوقها بالمعاشرة الحسنة والنفقة وغيرها.
  • أن لا يعدل بين زوجاته ويعاقب إحداهما على ذنب دون الأخرى، أو أن يعاشر إحداهما بمعروف والأخرى بقسوة وخشونة، وأن يؤنب الزوجة في هجره لها لا على مجرد التأديب والتأنيب، بل يتجه في هجره إلى الإضرار بالزوجة.


ماذا يمكن للزوجة أن تفعل عند ظلم زوجها لها؟

وفي حال تعدى الظالم ذاته، ووصل ظلمه أهل بيته، وظلم زوجته، كان عليها الآتي:[١٥]


  • باستطاعة الزوجة الصبر، أن تعطي فرصة لهذا الزواج أن لا يفشل، أما إذا لم تستطع الصبر فلها أن ترفع دعوى، وليس غاية الدعوى هي الانفصال وإنما أن ينردع الزوج عن الظلم وأن يعلم أن السلطان أو القاضي وليّ من لا وليّ له..
  • باستطاعة الزوجة أن تحل هذا الأمر وحدها، فتحاول الحوار بينه وبينها ومعرفة سبب هذا الظلم الواقع عليها منه.
  • باستطاعة الزوجة الاستعانة بطرف ثالث، ليحل لها هذه المشكلة، درءاً للمشاكل الحاصلة والخلافات التي قد تنتج كلما طالت مدة النزاع، ولها الحق بالاستعانة بأحد أقارب الزوج أو أهلها لنصرتها وإنصاف الحق بينهما، كذلك بإمكانها الاستعانة بالخطباء أو الشيخ لما له من تأثير في بيان شكل الزواج الواجب أن يحققوه.
  • باستطاعة الزوجة الاستعانة بولي أمر المسلمين، فمن مسؤولته التحسس من مثل هذه الظلامات، ومحاولة وضع قوانين تحد منها وعقوبات رادعة، تلزم الفرد ظلمه، ومن واجب الجهة القضائية إنصاف المظلومين، وردع الظالمين، وتوقيع العقوبات الصارمة، بذلك يتم تخفيف الآثار الناتجة عن هذا الظلم.



كما يمكنك التعرّف على الحكم الشرعي فيما يخص أن يظلم الزوج زوجته بسبب أهله بالاطلاع على هذا المقال: حكم ظلم الزوج لزوجتهبسبب أهله

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:229
  2. سورة البقرة، آية:231
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 244. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 143. بتصرّف.
  5. أسامة سليمان، كتاب التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 17. بتصرّف.
  6. ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 11. بتصرّف.
  7. التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 137. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 7994. بتصرّف.
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8766. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 17. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 86. بتصرّف.
  12. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 7914. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ابن المنذر، كتاب الإشراف على مذاهب العلماء لابن المنذر، صفحة 60. بتصرّف.
  14. أمة الله بنت عبد المطلب، كتاب رفقا بالقوارير، صفحة 265. بتصرّف.
  15. عبد الله الرحيلي، كتاب كلمات في مناسبات، صفحة 44. بتصرّف.
4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×