محتويات
حكم عدم الرضا بقضاء الله وقدره
لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- للإيمان ستة أركان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، وقد جعل الله -عز وجل- الإيمان بالقدر من هذه الأركان الستة، وأولاهُ اهتمامًا عظيمًا، فقد وردت الكثير من الآيات الكريمة، والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي تتحدث عن أهمية الرضا بالقضاء والقدر.[١]
وممّا تجدر الإشارةُ إليه، أن هنالك البعض من الناس يسخطون من قضاء الله وقدره، ولا يرضونَ بذلك، ولا يُسلِّمونَ أمورهم إلى الله -جل وعلا- فهذا حرامٌ بالإجماع، إذ يجبُ على المُسلم أن يرضى بقضاء الله وقدرهِ ويتوكّل عليه، ويعلم أن ما أصابهُ هو من الله -تبارك وتعالى- ليخفف عنهُ في الآخرة،وأن الله إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه، فالابتلاء محبة من الله.[٢]
وعليه فإن التسليمَ لأمر الله هو من الواجبات التي على المسلم القيامُ بها، ويجب التفريقُ بين أمرين أن الإنسان إذا أصابهُ مرضٌ ما فتألَّمَ منه وشكى من هذا المرض فهذا لا يعد عدم رضا بقضاء الله وقدره، بل هو عدمُ رضا بالمقضي الذي هو المرض، فالألمُ أمرٌ محققٌ لجميعِ الناس، وإظهارهُ أمرٌ فطري.[٢]
وقد أظهر ذلك الألم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- عندما توفّي ابنهُ إبراهيم فحزنَ عليه وسالت دموعه الشريفة، وإنّ هذا الألم يدفعُ المُبتلى إلى الرجوعِ إلى الله -سبحانه وتعالى- والتوكُّل عليه، والتضرُّعِ له، فيرمِّمُ الإنسانُ علاقتهُ مع الله -عز وجل- ويجدّد إيمانهُ به.[٣]
آثار الإيمان بقضاء الله وقدره
إنّ للإيمان بقضاء الله وقدره آثار عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، ومنها ما يأتي:[٤]
- إنّ الإيمان بقضاء الله وقدره يورثُ في النفسِ سكينةً وطمأنينة وراحة، فعندما يُدرك الله هو الذي يتولّى أموره، يركنُ ويتوكَّلُ على عظيم.
- يُدركُ الإنسان أن الله -سبحانهُ وتعالى- ييسرُ له الأفضل، فلا يسخط على قضاء الله وقدره، بل يشكر الله على البلايا والعطايا.
- أنُه يجعل المجتمعَ يعيشُ في سلامٍ وراحةٍ ويقينٍ على الله، بعكس الكافر الذي ما لهُ من قوّة ولا ناصر.
- إنّ المُسلمَ يتحصَّلُ على الأجر العظيم، عندما يصبر ويشكر الله، وأن في الابتلاء محبةً من الله واجتباء.
الأحاديث الواردة في القضاء والقدر
لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول -صلى الله عليهِ وسلَّم- يُبين فيها للناس القضاء والقدر وأهمّيتهما في حياة المسلم، ومما جاء في ذلك ما يأتي:[٥]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ. يا بنيَّ إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: من مات على غيرِ هذا فليسَ مِني).[٦]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).[٧]
المراجع
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 108-125. بتصرّف.
- ^ أ ب [أبو فيصل البدراني]، كتاب شفاء الضرر بفهم التوكل والقضاء والقدر، صفحة 31. بتصرّف.
- ↑ [أبو فيصل البدراني]، كتاب فقه الابتلاء وأقدار الله المؤلمة، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 164-165. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 164. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:4700، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:2516، صحيح.