حكم عمل الحلاق في صالون نسائي

كتابة:
حكم عمل الحلاق في صالون نسائي

حكم عمل الحلاق في صالون نسائي

إنّ العمل في مهنة الكوافير الذي يقوم بتصفيف شعر النساء حرام لا يجوز، وفاعله من المتعدين لحدود الله، وما كسبه من عمله هذا فهو حرام خبيث، ولذا وعليه أن يبادر بالتوبة وترك هذا العمل، ولا يغرّه كثرة ما يحصّله من كسب في هذه المهنة، مقارنة بما يحصله من غيرها من العمل المباح.

قال الله تعالى: (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[١]وفي الحديث الذي رواه أحمد وغيره عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ‌لَحْمٌ ‌نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ -أي حرام-، النَّارُ أَوْلَى بِهِ).[٢][٣]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له).[٤]

أي هذا الرجل قد توافرت له كل أسباب إجابة الدعاء من سفر، ورفْع اليدين إلى السماء، وقوله يا رب، وهو أشعث ومغبر، ومع ذلك لا يُستجاب له، لأن كسبه محرم، ومطعمه حرام، ومما زاد هذا العمل حرمة؛ أنّ فيه نظراً لعورة المرأة بالنسبة للرجل الأجنبي، ولأنّ فيه لمساً لما لا يحل له، ولأن فيه إعانة على المحرم إذا كان يعرف أنها تتزين لمن لا يحل له أن يطلع عليها.[٥]

عمل المرأة في صالون تجميل للنساء

العمل في مجال صالونات التجميل لا حرج فيه لذاته، بل من قبيل العمل المباح، بل إن تجميل الزوجة لزوجها أمر محبّب شرعاً ومطلوب، وقد لا تستطيع الزوجة فعل ذلك بنفسها، فتحتاج إلى من يساعدها؛ لذلك فإنّ وجود من تتقن هذا العمل أمرٌ حسن إذا خلا من المخالفات والمحاذير الشرعية، والله تعالى أعلم.[٦]

كيف يتوب من كان يعمل كوافيراً للنساء

إن عمل رجلٌ من بمثل هذا العمل فيجب عليه التوبة الصادقة مما سبق، وعليه الاستغفار والإكثار من العمل الصالح، فقد قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).[٧]

وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،[٨]وقال تعالى: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٩]

وما حصل من الأموال عن طريق الكسب الحرام يتعين عليك صرفه في مصالح المسلمين، وتستغني عنه بالحلاقة للرجال، وإن كنت فقيراً محتاجاً فله أن يأخذ منه بقدر ما يرفع عنه وصف الفقر كما نقله النووي في المجموع عن الغزالي، والأوْلى أن يستثمر هذا القدر من المال في تجارة أو عمل مباح وينفق على نفسه من ريعه، ثم يصرف تدريجيا من المال في مصالح المسلمين حتى يتأكد من براءة ذمّته.[١٠]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:100
  2. رواه أحمد بن حنبل ، في مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:14441، صححه الألباني بلفظ ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ).
  3. "لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ"، إسلام ويب.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1015.
  5. دار الإفتاء المصرية، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 141، جزء 10.
  6. "حكم العمل في صالونات التجميل"، دار الإتاء الأرنية.
  7. سورة النساء، آية:110
  8. سورة الأنعام ، آية:54
  9. سورة المائدة، آية:39
  10. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشكبة الإسلامية، صفحة 4305، جزء 9.
5011 مشاهدة
للأعلى للسفل
×