فضل القرآن الكريم وتلاوته
مسألة حكم قراءة القرآن من الجوال تقودُ لاستهلال الحديث عن أهمية القرآن الكريم وفضله؛ فهو كلام الله المُعجز، أنزله -سبحانه- على قلب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليكون دستور حياة ومنهج عمل، ولتحقيقِ هذه الغاية العظيمة فقد تكفّل الله تعالى بحفظه من التبديل أو التغيير أو الاندثار، حيث قال -عزّ وجلّ-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ) (الحجر: 9)، وفضائل القرآن الكريم أكثر من أنْ تحصى بمقال؛ فالقرآن كلّه فضل وبركة، سواء كان ذلك في تلاوته وحفظ آياته، أم في تدبّره وتفسيره، أو الأخذ به والعمل بهديه، وقد نالَ القرآن الكريم عبر تعاقب العصور اهتمام المسلمين، فأخذوا يحفظونَه عن ظهرِ قلب، ويفْرِدون له المصنّفات الخاصة بعلومه وتفسيره، وقد أحسن المسلمون مع تقدّم الصّناعة وأدواتها إظهار عناية جديدة بالقرآن الكريم من خلال طباعته بأوضح الخطوط العربية وأجملها، مع الاهتمام بالرّموز الدّالة على مواطن الوقف والابتداء والأحكام وغيرها، ومع تطوّر الحياة، وتسارع خطى النَّتاج التكنولوجي فقد ظهرت صور جديدة لتلاوة القرآن الكريم، كان من أبرزها التّطبيقات الإلكترونية للقرآن الكريم بشتّى صورها وأشكالها، وظهرَ التّساؤل عن حكم قراءة القرآن من الجوال وهذا ما سيناقشه هذا المقال.
حكم قراءة القرآن من الجوال
تناول العلماء المعاصرون مسألة قراءة القرآن من الجوال على اعتبار أنّها من المسائل المستجدّة، ولكنّها تخضع لأحكام وقواعد فقهية سبق بحثها، مثل تعريف المصحف، وحكم مسّ المصحف لغير المتوضّئ، ومن هنا كان لهم تفصيلٌ في المسألة:
- عرّف أهل التّحقيق من العلماء المعاصرين المصحف الإلكتروني بأنّه البرنامج الذي يعمل وفق مجموعة من الوحدات الإلكترونية الوظيفية، بشكلٍ منظّم ومتناسق، بحيث تتمّ فيها معالجة كلمات القرآن الكريم لإظهارها بشكل مكتوب عند تشغيل البرنامج وطلب السورة المختارة من ضمن السّور المرتبة بالصورة التي وردت في المصحف العثماني،[١] وهذا التّعريف يتطلّب الوقوف على المفهوم الشّرعي للمصحف، حيث قرّر أهل العلم أنّ المصحف يقصد به: (الأوراق التي جمع فيها القرآن مع ترتيب آياته وسوره جميعًا على الوجه الذي أجمعت عليه الأمة أيام عثمان رضي الله عنه). [٢]
- بناءً على التّعريفات الاصطلاحية السّابقة فإنّ حكم قراءة القرآن من الجوال يتطلب معرفة ما إذا كان المصحف الإلكتروني يعدّ مصحفًا له أحكام المصحف الورقي من حيث مسّه والقراءة فيه، ومثل المصحف الإلكتروني التّطبيقات البرامجية المختصة بحفظ سور القرآن الكريم وآياته التي تُحفظُ عادة في الجوال أو الحاسب الإلكتروني، فذهب بعضهم إلى أنّ المصحف الإلكتروني لا يُعَدُّ مصحفًا بحال، ولكنّه يسمّى مجازًا بالمصحف؛ كونه مجرّد آلة يستعين بها المسلمون على قرآءة الآيات، بدليل أنّه بمجرّد إغلاق عمل الجهاز يختفي ظهور السّور والآيات، وعدّه بعض الباحثين مصحفًا بحال كونه قيد التّشغيل، على اعتبار ظهور الآيات أثناء تشغيله. [١]
- وبالنّظر في التّفصيل السابق فإنّ حكم قراءة القرآن من الجوال لا يأخذ حكم المصحف الورقي إلا عند تشغيله، وعليه فلا حرج على المسلم المتلبّس بالحدث الأصغر، أي: على غير وضوء، أو الحدث الأكبر، أي: على جنابة في مسّ وحمل الجوال في حال كان التّطبيق مغلقًا، وفي حال تشغيله فإنّ القارئ فيه لا يستطيع أنّ يمسّ عين الآيات، ولكنّه عادةً ما يمسِكُ بأطراف الجوّال، وهو ما يسمّى عند أهل العلم بالحائل المتّصل، مثله مثل جلد المصحف الورقي المتّصل به، وهذا حكمه عند أكثر أهل العلم أنّه لا يجوز إلا بتحقّق الطهارة لمن يقرأ بهذه الطّريقة. [٣]
مسائل متعلقة بحكم قراءة القرآن من الجوال
المراجع
- ^ أ ب المصحف الإلكتروني وأحكامه الفقهية المستجدة, ، "www.ar.islamway.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-7-2018، بتصرّف
- ↑ مناهل العرفان في علوم القرآن, ، "www.shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-7-2018
- ↑ تخزين القرآن الكريم في الجوَّال وما يتعلق به من مسائل فقهية, ، "www.almoslim.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-7-2018، بتصرّف
- ↑ حكم الدخول بالهاتف الخلوي إلى الخلاء وفيه القرآن الكريم, ، "www.aliftaa.jo"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-7-2018، بتصرّف