المصحف الشريف
المصحف الشريف هو كتاب المسلمين وكلام الله تعالى أنزله على رسوله محمد -صلَّى الله عليه وسلم- هدايةً للنَّاس أجمعين ليُخرجَهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى في كتابه الحكيم: "الر كتابٌ أنزَلناهُ إليكَ لتُخرجَ النَّاسَ من الظُّلماتِ إلى النُّور" [١]، وهو المعجزة الخالدة للدِّين القويم والإسلامِ الحنيف والتي تحدَّى بها النبيُّ -صلّى الله عليه وسلم- كلَّ من خالفَه وادَّعى بطلان دعوةِ الإسلام، قال تعالى: "أمْ يقولُونَ افتراهُ قلْ فأتُوا بعَشرِ سوَرٍ مثلهِ مفتريَاتٍ وادعُوا منِ استطعتُمْ منْ دونِ اللَّه إنْ كنتُم صادِقِينَ" [٢]، وفي القرآن الكريم تهذيبٌ للنفوس وتنظيم لكلِّ مفاصل الحياة، وهذا المقال سيتحدث عن فضل حكم مس المصحف بدون وضوء وعن شروط الوضوء [٣].
حكم مس المصحف بدون وضوء
كان هناك خلاف بين الفقهاء على حكم مس المصحف بدون وضوء لكن ما عليه جمهورِ أهلِ العلمِ والفقهاء أنَّه لا يجوزُ للمسلمِ مس المصحف بدون وضوء وهذا ما هو عليه الأئمةُ الأربعة -رضي الله عنهم-، وبهذا كانَ يفتي صحابةُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وقد وردَ في الحديثِ الذي رواه عمرو بن حزَم أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- كتب إلى أهل اليمن: "أنْ لا يمسَّ القرآن إلَّا طاهر" [٤]، وقد وردَ هذا الحديث من طرق كثيرةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وقال تعالى: "إنَّه لقرآنٌ كريم * في كتابٍ مَكنون * لا يمسَّه إلا المطهَّرون" [٥].
وقد فسَّر هذه الآية بعضُ المفسِّرين على أنَّ المقصود بها حول مس المصحف بدون وضوء، وعلى هذا يتبيَّنُ أنَّه لا يجوزُ مسُّ المصحف إلا عندما يكون المسلمُ على طهارةٍ من الحدثين الأكبر والأصغر، أمَّا إذا حال بين اليدِ والمصحفِ حائلٌ كقماشٍ أو ما شابه فلا بأس في ذلك في حالةِ نقله من مكانٍ إلى مكان، أما قراءة القرآن الكريم دون وضوء فلا بأس بها إذا كانت من دون مسِّ المصحف، لكن مس المصحف بدون وضوء لا يجوز بإجماع الفقهاء [٦].
شروط الوضوء
بما أنه تمَّ التعرُّف على حكم مس المصف بدون وضوء فيجبُ التعرُّف على شروط الوضوء في الإسلام حتَّى يكون المسلم حريصًا على طهارته واستكمال شروط الوضوء الصحيح سواءً كان للصلاة أم لقراءة القرآن، وشروط الوضوء هي كالآتي: [٧]
- الإسلام والعقل والتمييز؛ لأنَّ الوضوء لا يصحُّ من كافرٍ ولا من مجنونٍ ولا من صغيرٍ لا يميِّز.
- أنْ يكونَ ماءُ الوضوء طاهرًا في ذاته مطهِّرًا لغيره.
- عدم وجودِ الأمور التي تنفي الوضوء كالحيض والنفاس ونحوهما.
- أن يتمَّ الاستنجاء أو الاستجمار عند وجود ما يقتَضيهما.
- إزالة الخبث والنجاسة عن أعضاء الوضوء.
- معرفة كيفية الوضوء، وفقَ ما وردَ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم-.
- عدم وجود حائل يمنعُ وصول الماء إلى البشرة.
- أن يجري الماء على الأعضاء المغسولة، واستيعابها بالماء.
- دوام النية وعدم قطعها والانصراف عن الوضوء.
المراجع
- ↑ {إبراهيم: الآية 1}
- ↑ {هود: الآية 13}
- ↑ القرآن والمصحف, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عمرو بن حزم، المحدث: موفق الدين ابن قدامة، المصدر: المغني، الصفحة أو الرقم: 1/203، خلاصة حكم المحدث: كتاب مشهور
- ↑ {الواقعة: الآيات 77 - 79}
- ↑ حكم مس المصحف للمحدث, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرف
- ↑ الوضوء, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرف