الخشوع في الصلاة
إنَّ الخشوع في الصلاة صفة المؤمن الصادق المخلص المخّبت للّه عزَّ وجل, الذي من شأنها إظهار الذل والمسكنة و الخضوع لله سبحانه وتعالى، فالخشوع في الصلاة هو من توفيق الله سبحانه وتعالى للمسلم، وهو حضور القلب بين يدي الله سبحانه وتعالى متأدبًا ومستحضرًا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من أولها إلى آخرها، فيسكن لذلك قلبه وحركاته وتطمئن نفسه، فتنتفي بذلك جميع الأفكار والوساوس الغريبة و الرديئة، وهذا هو روح الصلاة والمقصود منها لذلك وجب على كل مسلم الحرص على الإتيان بالخشوع فقد بشّرَ الله سبحانه وتعالى الخاشعين والخاضعين له تعالى بكل الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.[١]
حكم من شك بصلاته بعد التسليم
حكم من شك بصلاته بعد التسليم هو طرحه وعدم الالتفات إليه، فإنَّ المؤمن إذا شكَّ في صلاته بعد الفراغ منها، كمن صلى أربع ركات العصر وبعد التسليم شكّ هل صلى ثلاث ركعات أم أربع ركعات، فإنه في هذه الحالة لا ينبغي على المسلم أن يعيد صلاته ولا يلزمه سجود السهو، ولا ينبغي أن يلتفت إلى هذا الشكّ أبدًا لأنّ الأصل أنّه صلّى أربعًا، لأن الشكّ بعد الفراغ من العبادة لا يؤثر فيها،[٢] وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نقلًا عن العلماء مفاده أنّ الشكوك لا يعتبر في إحدى ثلاث حالات وهي أولًا: أن تكون مجرد وهم لا حقيقة فهنا يُطرح هذا الشك، وثانيًا: أن تكثر هذه الشكوك فتكون من قبيل الوسوسة فلا يلتفت إليها أيضًا، بحيث تصير عادة عند الإنسان ملازمة له، وثالثًا: أن تكون هذه الشكوك بعد الإنتهاء من الصلاة فيطرحها ولا يلتفت اليها إلا في حال التحقق من ذلك، كمن شك أنّه صلى ثلاث ركعات داخل الصلاة بدل أربع ركعات فإنه يأتي بالرابعة ويسجد سجود سهو بعد السلام.[٣]
سجود السهو
إنَّ المؤمن إذا شكّ في صلاته قبل أن يسلّم، فلم يدري هل صلى ثلاث أم أربع فإن الأصل أن يطرح الشكّ ويبني على اليقين، فإذا شكّ في الصلاة الرباعية هل صلى ثلاث أم أربع ركعات، فيجعلها ثلاثًا ويأتي بالرابعة، وإذا صلى صلاة ثلاثية كصلاة المغرب وشكّ في صلاته هل صلى اثنتين ام ثلاث ركعات، جعلها اثنتين وأتى بالثالثة ، وإذا صلى صلاة ثنائية كصلاة الفجر أو الجمعة وشك هل صلى ركعة واحدة أم ركعتين فإنه يأتي بالركعة الثانية، ووجب عليه بعد أن يطرح الشك ويبني على ما استيقن أن يسجد سجدتي سهو قبل السلام حتى تكون صلاته صحيحة وهذا هو الواجب عليه سواء أكان منفردًا أو إمامًا، أمّا حكم من شكّ بصلاته بعد التسليم فلا يلزمه سجود السهو إطلاقًا،[٤] وسجود السهو له ثلاثة أسباب وهي أولاً: أن يكون بسبب زيادة فيكون السجود بعد السلام أو نقصان فيكون السجود حينها قبل السلام أو بسبب شك فيكون قبل السلام، فهذا هو حكم من شك بصلاته بعد التسليم.[٥]
المراجع
- ↑ "الخشوع في الصلاة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-19. بتصرّف.
- ↑ "لا يلتفت إلى الشك في عدد الركعات بعد الصلاة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
- ↑ "مذهب الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في مسألة الشك في الصلاة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
- ↑ "حكم الشك في عدد ركعات الصلاة"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
- ↑ "سجود السهو وأحكامه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.