القرآن الكريم
القرآن الكريم هو ما يُطلق على كلام الله -عزّ وجلّ- الذي نزل به أمين الوحي جبريل -عليه السّلام- على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، و جعله الله -عزّ وجلّ- دستورًا للمسلمين ينتهجونه في دينهم ودُنياهم، كما أمر الله -عزّ وجلّ- عباده بتلاوته والتعبّد به وفهم الإعجاز الذي جاء به في كلّ سورةٍ من سوره، وقد أُطلِقَ على القرآن العديد من الأسماء كالكتاب والذّكر الحكيم والفرقان والتنزيل والقرآن الكريم، وقد توعّد الله سبحانه بحفظه من الباطل والسوء والتحريف ومكايد المنافقين والكفّار منذ نزوله على المصطفى وحتّى قيام السّاعة، حيث قال -تعالى- في سورة الحجر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،[١] والمقال يُسلّط الضوء على حكم هجر قراءة القرآن الكريم ويذكر الفضل في قراءته.[٢]
حكم هجر قراءة القرآن
إنّ المفهوم في هجر قراءة القرآن الكريم يندرج تحت صنفين: الأوّل هجرٌ لتلاوته وهو ما لا يكون للمسلمين المداومين على الطّاعات والصّلوات والتي يُقرأ فيها ما أقلّه سورة الفاتحة في كلّ ركعة وما تيسّر من القرآن الكريم، والثّاني هجرٌ للعمل به وهو ما يعود بالضرر على أصحابه، وهو أن يقرأ المرء القرآن الكريم ولا يعمل بتعاليمه السّماويّة وهو أشدّ وأخطر من الصنف الأوّل، وقد قال تعالى في سورة الفرقان: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}،[٣] وقد جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في تتمّة الوصف عن الخوارج قوله: "يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجاوِزُ حُلُوقَهُمْ"،[٤] أي يقرؤونه وقلوبهم وأفعالهم خاويةٌ منه،[٥] وأمّا عن حكم هجر قراءة القرآن الكريم فقد أفادت اللجنة الدائمة للبحوث العلميّة والإفتاء عن حكم هجر قراءة القرآن أنّه يكون الواجب على كلّ مسلمٍ أن يداوم على تلاوة القرآن كما أمر الله -عزّ وجلّ- في كتابه بقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}،[٦] وقوله: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ}،[٧] فيبتعد بذلك عن هجرانه والذي حذّر الله سبحانه منه بكافّة أنواعه والتي يندرج تحتها حكم هجر قراءة القرآن.[٨]
فضل قراءة القرآن الكريم
إنّ لقراءة القرآن فضلٌ عظيم يتلخّص بكون القرآن محطّةٌ لتحصيل الأجر العظيم ، وفي ذلك يقول -تعالى- في سورة فاطر: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}،[٩] كما جاء في الصّحيح من الحديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ {ألم} حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ"،[١٠] كما أنّ تلاوة القرآن تجلب السكينة والطمأنينة لقلوب المسلمين، حيث قال -تعالى- في سورة يونس: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}.[١١][١٢]
المراجع
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.
- ↑ "تعريف القرآن الكريم"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 30.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 6931 ، حديث صحيح.
- ↑ "مفهوم هجر القرآن"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ سورة النمل، آية: 92.
- ↑ "هجر القرآن"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية: 29-30.
- ↑ رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1/368، على شرط مسلم.
- ↑ سورة يونس، آية: 57.
- ↑ "فضل تلاوة القرآن الكريم"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2020. بتصرّف.