حلاوة روح هل يشكل خطرا على المراهقين!

كتابة:
حلاوة روح هل يشكل خطرا على المراهقين!

أثار فيلم "حلاوة روح" بطولة هيفاء وهبي، جدلا واسعا واختلافا كبيرا في الاراء، وتم منعه من العرض بقرار من رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، مما سبب انقساما كبيرا لدى الجمهور المصري والعربي في ان واحد.

هيفاء وهبي.. اسم وشخصية تثير الجدل أينما ذهبت وأينما حلت، هي شخصية ينقسم الشارع العربي مع أو ضد أعمالها الغنائية والفنية. وقد أثار  فيلمها الأخير، "حلاوة روح" جدلا واسعا واختلافا كبيرا في الاراء، حيث تم أخيرا منعه عن العرض بقرار من رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، مما سبب انقساما كبيرا لدى الجمهور المصري والعربي في ان واحد.

جاء منع عرض فيلم حلاوة روح بعد أن قام مجلس الأمومة والطفولة بارسال تقرير يطالب فيه بمنع عرض الفيلم  حفاظا على صحة الأطفال النفسية وذلك بسبب الاساءات الأخلاقية والمشاهد التي تخدش الحياء على حد تعبيرهم. علما أن الفيلم موجه للكبار فقط!

وأثارت ملابس هيفاء وهبي الجريئة والمشاهد التي تتخذ طابعا جنسيا في الفيلم ومشاركة طفل في تمثيل البطولة، موجة انتقادات واسعة في العالم العربي. حيث تعالت الأصوات المطالبة بوقف عرضه بسبب خدشه للحياء العام وبسبب استغلال طفل صغير لتجسيد البطولة لفيلم مقدم للكبار فقط! واعتبر مجلس الأمومة والطفولة هذا الأمر انتهاكا لحقوق الطفل لما يتضمنه الفيلم من صور مبتذلة ومشاهد  ومناظر  فاضحة تشكل خطرا على الأطفال.

وتباينت الأراء من معارض وموافق على مشاركة الطفل، فمنهم من عارض مشاركة هذا الطفل في بطولة الفيلم بسبب انتهاك حقوق الطفل، وطالبوا بتشديد الرقابة وتحديد معايير لاستخدام الأطفال في الأعمال الفنية. واخرين اعتبروا أن مشاركة الطفل في هذه البطولة ما هي إلا انعكاس لما يحدث في الواقع والحياة المصرية وأن هذا الفيلم يجسد الواقع المصري على حقيقته!

فيلم "حلاوة روح":

تدور قصة فيلم "حلاوة روح" حول البطلة روح (هيفاء وهبي) والتي تستغل صوتها  للعمل كمغنية شعبية في البلدة بسبب سفر زوجها بحثا عن المال، وهنا تبدأ مضايقات شباب الحي لها بسبب جمالها والتقرب لها. ويشاركها في البطولة الطفل سيد (كريم الابنودي) الذي يقع بغرام هيفاء وهبي ويحاول التقرب منها ومراقبتها دائما عن بعد.

وهنا تبدأ قصة الحب من طرف سيد إلى روح، ذلك الحب ما بين طفل مراهق وامراة ناضجة، وذلك ما أثار ردود الفعل المختلفة في الشارع العربي. اذاً، ما هي المراهقة؟ وما هو التطور الجنسي المبكر لدى المراهقين؟

المراهقة والنضوج الجنسي

مرحلة المراهقة هي المرحلة الثانية في حياة الطفل. يعيش خلالها تغيرات فيزيولوجية قصوى، لكنها ليست متماثلة او موحدة لدى الجميع في وقت حدوثها وطبيعتها. هنالك من يعيش التغيرات الفيزيولوجية المميزة لسن المراهقة في بداية هذه المرحلة، وهنالك من يعيشها متاخرا. 

من الناحية الفيزيولوجية، ينخفض سن مرحلة المراهقة باستمرار، حيث كانت مرحلة المراهقة تبدا في الماضي في سن 15 – 16 عاما، فهنالك من يدعي اليوم بان هذه المرحلة تبدا في سن 10 سنوات الى  12سنة. يكمن سبب ذلك في ظاهرة السمنة الشائعة لدى الفتيان والفتيات في المجتمعات الغربية بشكل خاص، ما يؤدي الى نضوج فيزيولوجي مبكر، اضافة الى حقيقة ان الفتيان والفتيات يعيشون اليوم نضوجا جنسيا مبكرا، نسبيا. مثل ما حدث مع الطفل سيد في فيلم حلاوة روح. 

يبدأ النضوج الجنسي لدى المراهقين ما بين عمر 13-17 عاما، حيث يبدأ عندها المراهق بتنمية مشاعره للجنس الاخر، كما ويبدأ بالتمييز ما بينه وبين الجنس الاخر جسديا وحب اكتشاف جسد الاخر.

وتحث منظمة الصحة العالمية على إجراء أبحاث ودراسات في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، ولا سيما في سياق التغيرات السريعة التي تحدث في هذه المجتمعات، مثل التغيرات في بنية الأسرة، والتحضر، وزيادة فرص الحصول على وسائل الإعلام والهواتف المحمولة، وأثرها على المراهقين.

وهنا يأتي دور الأهل بشكل أساسي في تثقيف أطفالهم جنسيا، فهم جزءا لا يتجزأ من مسؤولية الأهل، فأحسنوا معاملتهم وتثقيفهم، من خلال:

1. التعامل معهم من خلال كسر الحاجز: قوموا باستغلال الفرص من خلال مشاهدة برنامج تلفزيوني مثلا!

2. لا تضغطوا على اولادكم بالحديث عن الجنس. اطرحوا هذا الموضوع ببساطة وعفوية عندما تكونون لوحدكم مع الصبي او البنت، خلال السفر بالسيارة مثلا.

3. كونوا صادقين: اذا كنتم تشعرون بعدم الارتياح، فافصحوا عن ذلك، وإن كنتم لا تعرفون الاجابات لبعض اسئلة اولادكم، اقترحوا عليهم محاولة ايجاد الاجابة او البحث عنها معا.

4. تحدثوا بشكل مباشر وصريح.

5. راعوا وجهة نظر اولادكم.

6. اعملوا على تجاوز الحقائق: ابحثوا معهم قضايا الاخلاق والمسؤولية في سياق المعتقدات الشخصية او الدينية.

7. تشجعوا على اجراء المزيد من الحوارات.

8. تطرقوا إلى القضايا الصعبة مثل الرغبة، الاغتصاب، والمثليين جنسيا والقضايا الجادة الاخرى. 

لا نستطيع أن نجزم بأن منع عرض الفيلم أمرا صحيحا، فنحن لم نشاهده بعد.. لكن قد لا يكون منعه قرارا صحيحا، فهو يعكس واقع يعيشه البعض، كما أنه موجه للكبار فقط… لكن في المقابل قد يشمل هذا الفيلم استغلالا لصورة الطفل وذلك لجذب عدد مشاهدين أكثر.. نترك لكم الخيار في الحكم على هذا الموضوع، فما هو رأيكم؟

4836 مشاهدة
للأعلى للسفل
×