حوادث التزاحم والتدافع، ما الذي يحدث فيها

كتابة:
حوادث التزاحم والتدافع، ما الذي يحدث فيها

تترك حوادث التزاحم والتدافع ورائها العديد من الضحايا والذعر والفوضى، ولكن كيف تحدث وماذا تسبب، وهل هناك طرق لنحمي أنفسنا منها؟ إليكم المقال التالي.

 لقي أكثر من 700 حاج حتفهم في أول أيام عيد الأضحى المبارك نتيجة الازدحام والتدافع في مشعر منى في المملكة العربية السعودية، إلى جانب اصابة المئات من الحجاج الاخرين. وبعد هذه الحادثة المؤسفة توارد إلى أذهان معظم الاشخاص حول العالم عن سبب وفاة هؤلاء الحجاج، وكيف يؤدي التزاحم إلى وفاة الانسان.

من الصعب التخيل كيف لحشد كبير من الناس أن يتحول إلى ساحة دماء وبالأخص عند ممارسة الشعائر الدينية، ولكن يشير الخبراء حول العالم أن هذه الظاهرة شائعة في التجمعات الكبيرة في العالم أجمع، ولا تقتصر على الشعائر الدينية فقط، فهي تحدث في التجمعات الرياضية والموسيقية أيضاً.

اذا كيف تحدث الإصابات والوفيات؟

للإجابة عن هذا السؤال أشار المتخصص في سلامة الجماهير وتحليل المخاطر البروفيسور كيث ستيل Keith Still في حديث للواشنطن بوست Washington Post أن الوفيات والإصابات تحدث نتيجة تدفق الجماهير في اتجاهين مختلفين أو أكثر وفي مساحة ضيقة، حيث أن دفع الناس لبعضها البعض يؤدي إلى قيام الموجودين بالامام إلى مواصلة الحركة بنفس سرعة الدفع، ويكون الأشخاص الموجودين بالخلف غير قادرين على رؤية أولئك الذين في المقدمة، بالتالي سيقومون بالدفع أكثر للحصول على مساحة أكبر، معتقدين أن المتواجدين في الأمام مستمرين بالحركة.

ولكن في بعض الحالات تصبح خطوات الحشد غير متناسقة وباتجاهات مختلفة ولاسباب عديدة، مما يؤدي إلى زيادة سرعة الأشخاص المتواجدين بالخلف وزيادة قيامهم بالدفع، من ثم تلاصق أولئك الذين بالمقدمة، وأحياناً سحقهم في أماكنهم بسبب وجود القوة الكافية لذلك.

عادة ما ينتج عن هذا التدافع والازدحام في بداية الأمر عدد قليل من الوفيات والجرحى ولكن عندما تدب حالة الذعر بين الحشد الكبير تزداد أعداد الضحايا بسبب زيادة الفوضى. 

وفي حالات الذعر هذه يسقط البعض ارضاً نتيجة التدافع وفقدان التوازن من حولهم. دون ان يتمكن الحشد الغفير من انتشالهم او حتى رؤيتهم وملاحظتهم. مما يؤدي بنهاية المطاف الى وقوعهم تحت اقدام الجماهير ويسحقون بخطوات لا نهاية لها.

في المقابل، أوضح بعض المختصين والخبراء، أن لوم الناس وتصرفاتهم فقط قد لا يكون صائباً، فوجود عدد كبير من الناس في مساحة ضيقة لا تتسع لهم يساهم كثيراً في زيادة أعداد الوفيات والإصابات نتيجة التدافع أيضاً.

كيف نحمي أنفسنا؟

أوضح الخبراء أنه لحماية أنفسنا من الوقوع ضحية لمثل هذا الازدحام والتدفاع يتحتم علينا معرفة الحساب، الإدارة وبعضا من علم النفس، بمعنى أنه يجب أن ندرك سرعة حركة الأشخاص واتجاههم بشكل أساسي، والتحرك بنفس السرعة والاتجاه.

إليكم بعض النصائح التي من شانها ان تحميك في حال وجودكم في مثل هذه الحالات، حسبما أفاد الخبراء والمختصين:

  • فور وصولك المكان، انظر من حولك لمعرفة جميع المخارج.
  • يجب عليك اخراج نفسك من الحشد عند احساسك بعدم الراحة، كي لا تجد نفسك عالقاً وسط الازدحام والتدافع.
  • في حال وجودك في مثل هذا الموقف، حاول قدر المستطاع البقاء واقفاً على قدميك وعدم السقوط.
  • لا تحاول الدفع أو الصراخ.
  • تاكد من وضع يديك على منطقة الصدر لديك، بهذا يكون لديك مزيد من المساحة كما أنك تحمي صدرك.
  • حاول الخروج من الحشد مستغلا الفترة التي تلي الدفع، عندها سيكون هناك مجالا ضيقاً للحركة.

مآسي الازدحام والتدافع

بالطبع لا تعتبر حادثة تدافع مشعر منى الأولى والوحيدة من مآسي الازدحام، بل هناك على مدار السنوات الطويلة عدداً من هذه المآسي، وكان أهمها:

  • في عام 1989 توفي حوالي 96 شخصاً في الولايات المتحدة البريطانية أثناء تواجدهم في ملعب Hillsborough Stadium لمشاهدة كرة القدم 
  • في عام 2005، لقي أكثر من 960 شخصاً حتفهم في بغداد، نتيجة تدافعهم الشديد بعد اشاعة بوجود قنبلة على هذا الجسر، مما اثار الرعب في نفوس المواطنين، وأدى إلى تزاحمهم وتدافعهم.
  • في عام 1990، حصل ما يعتقد انه أسوء تدافع في تاريخ الحج، والذي خلف بسببه أكثر من 1400 وفاة بين صفوف الحجاج، اثر تدافعهم في نفق مشاة مكتظ في مكة المكرمة.
4198 مشاهدة
للأعلى للسفل
×